في التذكير بنعمة الإسلام
والتحذير
من المبادئ الهدامة
الحمد لله الذي أرسل
رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، يعلم ما كان ما يكون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله،
أرسله على حين فترةٍ من الرسل، ودروسٍ من السُّبُل، فهدى به من الضلالة، وبصَّر به
من العمى، وعلَّم به من الجهالة، وصلَّى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الذين
قاموا بدعوته من بعده، ونشروا في مشارق الأرض ومغاربها، وقادوا البشرية إلى
سعادتها فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا، ووفقنا بهم والسير على طريقهم.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واشكروه على نعمه التي أجلُّها نعمة الإسلام، قال تعالى: {ٱلۡيَوۡمَ
أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ
دِينٗاۚ} [المائدة: 3] وقال تعالى: {هُوَ ٱجۡتَبَىٰكُمۡ وَمَا
جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمۡ إِبۡرَٰهِيمَۚ
هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ مِن قَبۡلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ
شَهِيدًا عَلَيۡكُمۡ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِۚ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱعۡتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ فَنِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ
وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ﴾ [الحج: 78].
فالله سبحانه قد منَّ على هذه الأمة بهذا الدين العظيم الذي فضلها به على سائر الأمم، فيجب عليها من الشكر أكثر مما يجب على غيرها، وقد جعلها الله في منصب المسئولية فقال: {لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ﴾ [البقرة: 143].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد