وأمرها بالقيام بشكر
هذه النعمة بأداء حق الله بفعل ما أوجب وترك ما حرم، ومن أهم ما أوجب إقام الصلاة
وإيتاء الزكاة، لأن الصلاة عمود الإسلام وهي تنهى عن الفحشاء والآثام، ومن أقامها
فقد أقام دينه، ومن ضيعها فقد ضيع دينه، وفي أداء الزكاة إحسانٌ إلى الخلق وبراءةٌ
من الشح والبخل، ومن جاد بالزكاة جاد بغيرها من الصدقات، ثم أمره سبحانه بالاعتصام
به، أي: التوكل عليه والاستعانة به في طلب الحوائج، وجلب المنافع، ودفع المكاره
والمضار، والنصر على الأعداء والحاسدين، وهذا هو التوحيد الخالص، والدين القويم،
والعقيدة السليمة، فدين الإسلام يشتمل على العقيدة السليمة، والعبادة الصحيحة،
والأوامر الرشيدة، والأخلاق القويمة، وينهى عن كل اعتقادٍ فاسدٍ، وكل عبادةٍ
باطلةٍ، وكل فعلٍ أثيمٍ وخلقٍ ذميمٍ، ولهذا شهد الله بالكمال فقال سبحانه: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ
دِينَكُمۡ﴾ [المائدة: 3].
فهو كاملٌ في
اعتقاداته، كاملٌ في تشريعاته، كاملٌ في أوامره ومنهياته، كاملٌ في آدابه
وأخلاقياته.
وإذا أردت أيها المسلم معرفة نعمة الله عليك بهذا الإسلام، فانظر ما عليه أمم الكفر اليوم وما تعيشه من تخبطٍ في العقائد، وفسادٍ في الأخلاق، وضياعٍ للأعراض، وهمجيةٍ في النظم والقوانين، واختلالٍ في الأمن، واضطرابٍ في السياسة ما بين شيوعيةٍ مستبدةٍ تحكم شعوبها بالحديد والنار، ويهوديةٍ حاقدةٍ على البشرية تخطط لهلاكها، ونصرانيةٍ ضالةٍ متحيرةٍ، ووثنيةٍ تعبد الأشجار والأحجار والقبور والحيوانات وكل ما تُزين شياطين الإنس والجن لها عبادته من دون الله، وهكذا كل من حُرِمَ النور فإنه يتخبط في الظلام، قال تعالى: ﴿ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ [البَقَرَة: 257].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد