عباد الله: لقد حسدونا على
نعمة الإسلام كما قال تعالى: ﴿وَدَّ
كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ
كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ﴾ [البقرة: 109]، وقال تعالى: ﴿وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ
كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ﴾ [النساء: 89] وقال تعالى: ﴿وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} [الممتحنة: 2].
وقد ذكر الله ذلك
لنا وكرره في كتابه، لنأخذ حذرنا من كيدهم ودسائسهم، فهم يكيدون لهذا الدين وأهله
منذ أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم إلى آخر الدنيا، كما قال تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ
إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ} [البقرة: 217]،
وقال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ
أَن يُطۡفُِٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن
يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 32].
وليس الخطر على
الإسلام نفسه لأنه محفوظٌ بحفظ الله له كما قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر: 9].
ومصداق ذلك أن الإسلام قد تعرض وما زال يتعرض للهجمات الشرسة من مختلف أمم الكفر، ولم تؤثر فيه تلك الهجمات ولم تغير منه شيئًا، فهو لا يزال غضًّا طريًا كما أُنزِل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ولا يزال الله يقيض لهذا الدين من يدافع عنه ويرد كيد أعدائه ويبينه للناس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ تعالى وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ» ([1])، وكما أخبر صلى الله عليه وسلم: «أنَّ اللهَ يَبْعَثُ لهَذِهِ الأُْمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ قرنٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (71)، ومسلم رقم (1037).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد