×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الرابع

فالإسلام بعقيدته وتشريعاته وأحكامه ليس عليه خطرٌ من كيد أعدائه، وإنما الخطر علينا نحن المسلمين أن نصد عنه أو نُضلل، فأعداؤنا اليوم يواصلون الصد عن سبيل الله وصرف المسلمين عن دينهم بشتى الوسائل والمغريات، ويستخدمون لذلك بعضًا من منسوبي العالم الإسلامي ممن جاء وصفهم في الحديث بأنهم «قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» ([1]).

ففي مجال العقيدة: يحاولون إفساد عقائد المسلمين بالعمل على إبراز الفرق المنحرفة من قبوريةٍ وصوفيةٍ ومبتدعةٍ، فيؤيدون هذه الفرق بشتى الوسائل، حتى تبرز في الساحة، ويكون لها كيانٌ قوي ليقضوا بها على العقيدة الصحيحة، ويجعلوا هذه الفرق المنحرفة هي التي تمثل المسلمين.

وفي مجال العبادة: يحاولون نشر البدع والخرافات، ويؤيدون أهلها بالدعم المالي والمعنوي.

في مجال الحكم: يجلبون القوانين الوضعية للحكم بها بين الناس بديلاً عن الشريعة الإسلامية، حتى أدخلوا دراسة هذه القوانين ضمن المواد التي تُدرَّس في جامعات البلاد الإسلامية إلا من رحم الله، فجعلوها عديلة للشريعة في المؤسسات الدراسية حتى سموا بعض الكليات «كلية الشريعة والقانون».

وفي مجال إفساد الأخلاق: دسوا على المسلمين العري والسفور والاختلاط بين الجنسين والأفلام الهابطة والمسرحيات الهزيلة والأغاني والمجون والصور الخليعة والموسيقى والمزامير، وجعلوها باسم الفن، أو التراث الشعبي، أو التقدم والحضارة.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3411)، ومسلم رقم (1847).