وفي مجال شغل
المسلمين عن العمل المفيد وإعداد القوة للجهاد ونشر الدين وحماية الوطن، شغلوا شباب
المسلمين في كثيرٍ من البلاد الإسلامية بالنوادي الرياضية وأنواع الألعاب البدنية
والذهنية التي شغلت وقتهم واستنفدت طاقاتهم، ففي البلد الواحد فرق وأحزاب، ولكل
فريقٍ مشجعون تحدث بينهم عداوات ومشاحنات، والنتيجة لا شيء ولا فائدة تعود عليهم
ولا على مجتمعاتهم.
وفي مجال الاقتصاد، أدخلوا على
المسلمين المعاملات الربوية، والموارد المحرمة كالاتجار بالخمور، والقمار وغير
ذلك.
أيها المسلمون: إن عدوكم لا يريد
لكم الخير، وإنما يريد لكم الشر، كما قال تعالى: ﴿مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا
ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ﴾ [البقرة: 105]،
وقال تعالى: ﴿لَا يَأۡلُونَكُمۡ
خَبَالٗا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ
وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ﴾ [آل عمران: 118].
فلما تحسنون الظن
بهم وتغفلون عن كيدهم ومكرهم بكم من قديم الزمان إنهم لما عجزوا عن القضاء على
دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة حين حاولوا قتله، واجتمعوا عند بابه
ينتظرون خروجه ليقتلوه، فأخرجه الله من بينهم وهم لا يشعرون، وأنزل في ذلك قوله
تعالى: ﴿وَإِذۡ
يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ
يُخۡرِجُوكَۚ وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ﴾ [الأنفال: 30].
ولما علموا بخروجه
من بينهم وفشل خطتهم خرجوا في طلب البحث عنه، فرد الله كيدهم في نحورهم، وهاجر
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فعملوا كل ما بوسعهم للقضاء عليه وعلى
دعوته، وجيَّشوا الجيوش لمحاربته، فنصره الله عليهم، ولما رأوا أن مقابلته بقوة
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد