المصلحة للمسلمين فيجب التعاون معهم والتناصح معهم، ولا يجوز تخذيلهم أو
الحط من قدرهم أو الكلام فيهم بل يجب تشجيعهم والقيام معهم لأن المهمة مهمة
الجميع، في غزوة تبوك رجع النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الغزوة نزل منزلاً هو
وأصحابه فجلس أناس في مجلس فقال أحدهم: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أكذب ألسنًا
وأرغب بطونًا وأجبن عند اللقاء يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه -هذا
إخلال بالأمن- فتكلم شاب في المجلس وقال للمتكلم: كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فذهب الشاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره بما
يبيته هؤلاء من المكر والخيانة فوجد الوحي قد نزل على رسول الله صلى الله عليه
وسلم بشأنهم قبل أن يصل إليه فأنزل الله فيهم ﴿وَلَئِن
سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ
وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا
تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ
مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ٦٦﴾ [التوبة: 65، 66]، وقال
تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
أَجۡرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَضۡحَكُونَ ٢٩ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمۡ يَتَغَامَزُونَ ٣٠ وَإِذَا ٱنقَلَبُوٓاْ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ
فَكِهِينَ ٣١ وَإِذَا رَأَوۡهُمۡ قَالُوٓاْ إِنَّ
هَٰٓؤُلَآءِ لَضَآلُّونَ ٣٢﴾ [المطففين: 29- 32] يتندرون بأهل الخير وأهل الإيمان في مجالسهم وفي
بيوتهم، وهذا لا شك أنه من أكبر الإخلال بالأمن فلا يجوز الكلام بالمسلمين لا سيما
ولاة الأمور ولا سيما العلماء ولا سيما أهل الإيمان والصلاح، ولا يجوز الكلام فيهم
لأن هذا يخل بالأمن ويفكك المجتمع ويحدث العداوة والبغضاء بين المسلمين فيجب على
من حضر مجلسًا من هذه المجالس أن يكون رجل أمن يدفع عن أعراض المسلمين فليس
العدوان على الأنفس والأموال فقط ولكن الأعراض أيضًا، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد