×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟» ([1]).

المسلمون كلهم رجال أمن يحافظون على أمنهم وعلى جماعتهم وعلى إخوانهم، يحافظ المسلم على أخيه كما يحافظ على نفسه لأن المسلمين كالجسد الواحد وكالبنيان يشد بعضه بعضًا، ولا سيما في أيام الفتن وفي أيام الشرور يجب على المسلمين أن يكونوا يدًا واحدة، وأن يكونوا عينًا ساهرةً متيقظةً لأعداء الله ورسوله فإذا رأوا من يستراب فيهم أو يبيتون شرًّا للمسلمين فلا يسع أحدًا من المسلمين أن يسكت وأن يتركهم وأن يقول: أنا ما علي. بل يجب عليه أن يبلغ عنهم كما بلغ هذا الشاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقره على ذلك ونزل الوحي بتصديقه، هذه أمور لا يتساهل فيها ولهذا جاء الإسلام بالمحافظة على الضرورات الخمس الدين والنفس والعقل والعرض والمال قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» ([2])، قال: «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ» ([3]).

وأعظم ما يخل بالأمن تفريق كلمة المسلمين والسعي في الإخلال بالولاية، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمْعٌ عَلَى وَاحِدٍ مِنْكُمْ، يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ، فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ» ([4])، فالاعتداء على جماعة المسلمين وعلى اجتماع المسلمين وتفريق كلمة المسلمين


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (67)، ومسلم رقم (1218).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2854).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (6484)، ومسلم رقم (1686).

([4])  أخرجه: مسلم رقم (1852).