هذا من أعظم العدوان الذي يجب على المسلمين أن يتكاتفوا لإخماده والقضاء عليه وكذلك العدوان الذي يكون بين الناس في الدماء والبغي يجب على المسلمين أن يسعوا لإصلاحه فإن لم يتمكنوا من إصلاحه فإنهم يقاتلون الفئة الباغية، قال تعالى: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ ٩ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ١٠﴾ [الحجرات: 9، 10] وكذلك الذي يعتدي على النفس البريئة التي حرم الله قتلها، الله جل وعلا أمر بقتله قصاصًا، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ﴾ [البقرة: 178] وقال سبحانه: ﴿وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 179] والذي يعتدي على الدين وإفساد العقيدة ويدعو إلى الانحلال ويدعو إلى الإباحية ويدعو إلى الشرك ويدعو إلى الفساد هذا يجب قتله. قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» ([1])، وقال: «لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ» ([2])، التارك لدينه لا يُترك لأنه عرف الحق وآمن به ثم ارتد عنه فيجب أن يُقتل مرتدًّا حتى لا تتخذ العقيدة مهزلة ولا تتخذ العقيدة للأخذ والرد، يجب حراسة العقيدة عن أهل الزيغ وأهل الإلحاد وأهل الكفر والضلال. وكذلك الذي يعتدي على عقله بشرب المسكر يجلد فإن عاد يجلد ويكرر عليه الجلد حتى يتوب إلى الله ويظهر جلده أمام الناس،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2854).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد