العرب وقيض الله لهم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه فثبت ثبات الجبال الرواسي وقاتل المرتدين حتى أخضعهم لحكم الله سبحانه وتعالى وحتى ثبت الله به الدين وقمع به المرتدين ثم توفِّي رضي الله عنه وقام بالأمر من بعده الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- فقام بالجهاد في سبيل الله وفتح المشارق والمغارب وبلغ هذا الدين مبلغ الليل والنهار في عهده رضي الله عنه ثم توفي رضي الله عنه، فخلفه ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه فقام بالأمر خير قيام ولكن تجمعت شرذمة قليلة بإيعاز من اليهود على رجل يهودي ادعى الإسلام يقال له عبد الله بن سبأ اليهودي فصار يسبُّ في عثمان ويتكلم فيه في مجالس السفهاء والأوغاد فاتبعوه وانضموا إليه ثم إنهم سطوا على عثمان رضي الله عنه فقتلوه وظنوا أن الأمر قد انتهى ولكن الله قيض الخليفة الرابع عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه فقام بالأمر من بعد عثمان وانشقت عليه الخوارج الذين يطلون علينا الآن بوجوههم القبيحة خرجت عليه الخوارج فقاتلهم وقتلهم -رضي الله تعالى عنه- ونصره الله عليهم وأعز الله به الإسلام والمسلمين ثم قتل شهيدًا رضي الله عنه على يد الخوارج ثم قام بالأمر من بعده الحسن بن علي رضي الله عنه ولما حصل بين المسلمين ما حصل ولم يتم الأمر للحسن رضي الله عنه رأى أن يتنازل لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه الرجل الحازم الحليم القوي فجمع الله كلمة المسلمين بسبب تنازل الحسن رضي الله عنه وتحقق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَسَيُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ» ([1])، وسُمِّي هذا العام عام الجماعة، فالله سبحانه وتعالى رد كيد الكائدين في نحورهم وبقي الإسلام وبقي المسلمون، ثم جاءت
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2557).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد