×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

 دولة بني أمية وقامت بهذا الدين وفتحت الفتوحات ثم جاءت دولة بني العباس على نفس الخط وقاموا بحماية هذا الدين وقاموا بنشره في المشارق والمغارب إلى أن جاء التتار من المشرق فعاثوا في الأرض فسادًا وقتلوا الخليفة وقتلوا من المسلمين مقتلة عظيمة ولكن الله رد كيدهم في نحورهم وبقي الإسلام وبقي المسلمون ولله الحمد، فالإسلام عزيز بعز الله بإعزاز الله لن ينال منه نائل مهما فعل الأعداء ومهما تكالبت الأعداء فإن هذا الإسلام باق على رغم أنوفهم وإنما يخسر هذا الإسلام يخسره من أفلتت يده منه أما من تمسك بهذا الإسلام فإنه سعيد في الدنيا والآخرة ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ [المائدة: 54].

هذا من الناحية السياسية أما من الناحية الدينية مازال الإسلام غضًّا طريًّا كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم في القرون الأربعة التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعد مضي القرون الأربعة حدثت الفتن في الدين وظهرت الفرق وظهرت الصوفية ظهرت الشيعة ظهرت القبورية ظهر المخرفون والمبتدعة ظهرت الجهمية والمعتزلة ثم قيض الله في آخر القرن السادس وأول القرن السابع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ومن تتلمذ عليه من العلماء فقاموا بتجديد هذا الدين ونفي الشبه عنه والبدع والمحدثات وأنكروا الشركيات والقبورية والصوفية حتى عاد لهذا الدين صفاؤه ونقاؤه ومازال على ذلك، وكانت هذه البلاد بلادنا هذه لها نصيب مما أصاب البلاد الأخرى من ضعف الدين وكثرة البدع وظهور الشرك 


الشرح