والمستأمن يحرم دمه كما يحرم دم المؤمن قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ
مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» ([1])، وهذا وعيدٌ شديدٌ فيمن قتل كافرًا له ذمة المسلمين وعهد المسلمين وأمان
المسلمين فالله صان هذا الإنسان وحرم الاعتداء عليه بغير حقٍّ وكذلك صان دينه الذي
هو نجاته صانه من المفسدات والمنقصات فحرَّم الفواحش، حرَّم الشرك، وحرَّم
الفواحش، وحرَّم المعاصي حفاظًا على هذا الدين وأوجب قتل المرتد حمايةً لهذا الدين
قال صلى الله عليه وسلم: «مَن بدَّل دينه فاقتلوه»، وقال: «لاَ يَحِلُّ
دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ،
وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ» ([2])، فهذا كله حماية لهذا الدين الذي به سعادة هذا الإنسان ولكن قد يحصل
التغيير في دين الإنسان بأسبابٍ:
السبب الأول: التربية السيئة فإن الطفل يتربى على ما يعود عليه من خيرٍ أو شرٍّ قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» ([3])، هذا بالتربية السيئة وإلا لو ترك لاختار دين الإسلام فطرة الله ﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ﴾ [الروم: 30] فلو تُرِكَ لاعتنق الإسلام ولكنه إذ غُيِّرَت فطرته اختار الكفر وانحرف عن الصواب بسبب التربية السيئة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([4])، هذه هي التربية الطيبة المستقيمة التي
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2995).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد