تستمر فطرة المولود على الخير ويزرع فيها الخير فتنبني على الخير وعلى الدين وتستمر بالمحافظة عليها والتربية الحسنة، وكذلك من الصوارف عن هذا الدين جلساء السوء وقرناء السوء فعلى الوالد أن يحافظ على ولده من جلساء السوء وقرناء السوء لأنه لا يدري ولا يعرف الخير من الشر ولا يعرف العدو من الصديق فعلى والده أن يراقبه فيمن يجالس وأين يذهب ومن يتولى توجيهه عليه أن يراقبه لأن كثيرًا من الآباء لا يهتمون بهذا الأمر يخرج أولادهم من البيوت ليلاً ونهارًا ولا يسألون عنهم حتى لو لم يرجعوا إلى البيوت لا يدرون عنهم إلا إذا أُبلِغ أنه في السجن أو مقبوضٌ عليه لأنه لا يدري مضيع، هذه أمانةٌ في عنقه أضاعها وسيسأل عنها يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([1])، وكذلك من أسباب الشر وسائل الإعلام التي طورت في زماننا هذا وجلبت الشرور وجلبت الفساد والإلحاد من خلال القنوات الفضائية ومن خلال الصحف الماجنة والمجلات الخليعة ومن خلال الإنترنت والشبكات العنكبوتية كما يسمونها بل والجوالات التي بأيديهم أصبحت وسائل فسادٍ وتدميرٍ إلا إذا انتبه لها وضبطت فهي وسائل تدمير بيد الأبناء وبيد البنات فأصبح الشر محدقًا بالمسلمين عمومًا وبالذراري خصوصًا فهذا من أسباب الانحراف وها أمرٌ عم وطم ويستدعي منا الانتباه واليقظة والحذر وعدم الغفلة وعدم التواكل كلٌّ يتكل على الآخرين بل كلٌّ يقوم بما أوجب الله عليه «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([2])، فلنتقِ الله سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (853)، ومسلم رقم (1829).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد