×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

كذلك من وسائل التدمير للعقل المسكرات والمخدرات التي أصبحت تنتشر في بلاد المسلمين وبين الشباب وهي أخطر علينا من القنابل الذرية ومن الأسلحة المدمرة لأن القنابل والأسلحة المدمرة تدمر المباني وتقتل الأنفس هذا بلا شك ولكن الموت لابد منه وربما يكون قتل الإنسان إذا كان مظلومًا خيرًا له ويكون شهادة له عند الله لكن المخدرات والمسكرات -والعياذ بالله- هذه رسائل تدميرٍ هي شر والله من الأسلحة الفتاكة وتروج بين شبابنا وبين ذرارينا خفيةً أو جهارًا على أيدي أعدائنا غزونا بها غزوًا مدمرًا، ويرسلون من شياطين الإنس من يروِّجها بيننا في مجلاتٍ معينةٍ في خلواتٍ في استراحاتٍ في نزهاتٍ يتخللون من بين هذه الأمور ويروِّجون هذه الأسلحة بحجة أنها مؤنسةٌ وأنها تُفرِح الإنسان وأنها لا خطر فيها فيأخذها الغر ويأخذها الشاب ثم إذا دخل فيها لم يستطع الخروج منها تفسد العقل وتفسد الدين وتفسد الخلق ويصبح هذا الإنسان شرًّا من الحيوان قال الله جل وعلا: ﴿أَمۡ تَحۡسَبُ أَنَّ أَكۡثَرَهُمۡ يَسۡمَعُونَ أَوۡ يَعۡقِلُونَۚ إِنۡ هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِيلًا [الفرقان: 44] فيصبح هذا الإنسان الذي دمرته المخدرات وأفسدته المسكرات وأصبح لا يصبر عنها بأي ثمنٍ أصبح أحط من الحيوان لأن الحيوان يعرف مصالحه ويقوم بما خلق له ولا يحصل منه شرٌّ أما هذا الإنسان إذا فسد فإنه يفسد ويصبح عالةً على أهله يكون موته خيرًا من حياته ويصبح عارًا على أهله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فهو إما أن يبقى عندهم ملقًى على الأرض لا رجاء فيه ولا حيلة فيه وإما أن يكون في السجون وظلمات السجون فموته خيرٌ من حياته وهذا بسبب الإهمال وبسبب التفريط وبسبب الغفلة، أكثر الآباء وأكثر ولاة


الشرح