للنقص فكونه يقصِّر في شيءٍ من الاستقامة يجبر ذلك بالاستغفار والله يغفر لمن استغفر فهذا توجيهٌ من الله سبحانه وتعالى لعباده المستقيمين أنهم إذا حصل منهم خطأٌ أو تفريطٌ فإنهم يبادرون بالاستغفار وكلكم خطَّا وخير الخطاءين التوابون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا»، الإنسان ما يستكمل كل العبادات وكل الطاعات يقصر ويقصِّر ويتعب، لكن الحمد لله ﴿وَلَا نُكَلِّفُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ﴾ [المؤمنون: 62]، وشرع الله الاستغفار لأجل أن يسد ما حصل منه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلاَةَ، وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ» ([1])، فهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى أنه شرع لنا ما نتدارك به ما يحصل منها من تقصيرٍ في الاستقامة؛ حتى لا يحصل خللٌ في الاستقامة والاستغفار أمره عظيمٌ ﴿فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ﴾ [فصلت: 6] «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلاَةَ»؛ لأن الله يكفر بها السيئات ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ﴾ [هود: 114] والوضوء يحط الخطايا، إذا توضأ الإنسان تحاتت خطاياه من وجهه وعينيه ومن أعضائه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فالوضوء عبادةٌ عظيمةٌ وطهارةٌ عظيمةٌ يغفر الله بها الذنوب والسيئات «وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلاَةَ، وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ» ([2])، فعليكم -عباد الله- بالاستقامة على دين الله والاعتدال من غير إفراطٍ ولا تفريطٍ من غير جفاءٍ ولا غلوٍّ مع المداومة على طاعة الله عز وجل والاستقامة، قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (277)، والدارمي رقم (655)، والحاكم رقم (447).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد