إلى بلدٍ حتى اجتمع إليه أوباشٌ من الناس ومن الشباب المخدوعين وانتهى الأمر بقتل الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه شهيدًا في سبيل الله رضي الله عنه وأرضاه وبقتله انتشرت الفتنة بين المسلمين آل الأمر إلى الخليفة الرابع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولكن بعد فساد الأمر وبعد اتساع الخرق فحصلت فتنٌ عظيمةٌ يوقدها هؤلاء الذين يتجوَّلون في مجتمعات المسلمين ويحرِّضون على الفتنة وفي النهاية قتلوا عليًّا رضي الله عنه وأرضاه وكفَّروه حكموا عليه بالكفر وكفَّروا الصحابة وفضلاء الصحابة وقتلوا طلحة والزبير بن العوام رضي الله عنهما وقتلوا من المسلمين من أفاضل الصحابة من المهاجرين والأنصار باسم الجهاد وهم الخوارج الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم ووصفهم بأنهم سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان يقولون من قول خير البرية: «يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ» ([1])، وقال لأصحابه: «تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ إِلَى صَلاَتِهِمْ وَقِيَامَكُمْ إِلَى قِيَامِهِم وَصِيَامَكُمْ عَلَى صِيَامِهِمْ، يَخْرُجُونَ مِنْ الإِْسْلاَمِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، أَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ» ([2])، فقام عليٌّ بن أبي طالب رضي الله عنه متمثلاً أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فقاتلهم حتى نصره الله عليهم في وقعة النهروان وقتلهم شر قتلةٍ ولكن بعد ذلك تآمروا عليه فقتلوه رضي الله عنه، ويظن الكفار أنهم نالوا من الإسلام والمسلمين ولكن الله أَبَى إلا أن يبقى هذا الإسلام مرتفعًا عاليًّا ولو أصاب المسلمين ما أصابهم فإن الإسلام باقٍ والحمد لله، وقامت له دولٌ بعد دولة الخلفاء الراشدين قامت له دولٌ عظيمةٌ فتحت المشارق
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4771)، ومسلم رقم (1064).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد