×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

والمغارب على أيدي الأمويين والعباسيين ومن جاء بعدهم وما ضرَّ الإسلام والحمد لله، فالإسلام لا يزال عزيزًا باقيًّا وسيبقى -بإذن الله- إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وإن رغمت أنوف اليهود والنصارى الذين يكيدون لهذا الدين ويحرِّضون عليه شبابًا يغررون بهم ويدسونهم بين المسلمين فلن يضروا إلا أنفسهم، أما أنهم يكفرون المسلمين فهذا أمرٌ خطيرٌ فإن تكفير المسلم أمرٌ خطيرٌ قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ لأَِخِيهِ: يَا كَافِرُ، يَا فَاسِقُ، يَا عَدُوَّ اللهِ، يَا خَبِيثُ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، إِلاَّ حَارَ عَلَيْهِ» ([1])، يعني رجع إليه كلامه فكل كلامه الذي قاله في المسلم يرجع إليه وزره وإثمه وإضراره ولا حول ولا قوة إلا بالله فيرجع سلاحًا يفتك به ﴿يُهۡلِكُونَ أَنفُسَهُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ [التوبة: 42] فلا يجوز تكفير المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله إلا إذا ارتكب ناقضًا من نواقض الإسلام المعروفة وهو غير مكرهٍ وغير جاهلٍ لابد أن تتوفر شروطٌ وتنتفي موانعٌ في تكفيره والذي يحكم بالتكفير هم العلماء الراسخون الذين يعرفون نواقض الإسلام لا يحكم بالرِّدَّة والتكفير جُهَّال الشباب وحُدَثاء الأسنان وسُفَهاء الأحلام وإنما هذا يرجع إلى أهل العلم وأهل البصيرة. في غزوةٍ من الغزوات فيها أسامة بن زيد رضي الله عنه حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حِبِّه في أثناء القتال: هرب هاربٌ من المشركين فلحقه أسامة ومعه رجلٌ من الأنصار فلما غشوه قال: «لا إله إلا الله فأمسك الأنصاري سيفه عنه ولكن أسامة رضي الله عنه قتله بعدما قال لا إله إلا الله، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب على أسامة غضبًا شديدًا وقال له: أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (61).