الكفار فأعطاهم من هذه الدنيا ليملي لهم ليزدادوا كفرًا وإذا نظر إلى بلاد المسلمين وجد فيها شيئًا من الفقر وشيئًا من الحاجة يزدري بلاد المسلمين والله جل وعلا -كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - يعطي هذه الدنيا من يحب ومن لا يحب، قال: «إِنَّ اللَّهَ - يُعْطِي هَذِهِ الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لاَ يُحِبُّ، وَلاَ يُعْطِي الدِّينَ إِلاَّ مَنْ أَحَبَّ» ([1])، وقال: «لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تُسَاوِي عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا سَقَى مِنْهَا كَافِرًا شَرْبَةَ مَاءٍ» ([2])؛ لأن هذه الدنيا زائلةٌ ولأنها غرورٌ متاع الغرور فلا يغتر المسلم بها وإنما يتمسك بدينه وبأوطان المسلمين وبلاد المسلمين ويصبر على الضيق والشدة في المعيشة، الله جل وعلا يقول: ﴿وَمَن يُهَاجِرۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يَجِدۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُرَٰغَمٗا كَثِيرٗا وَسَعَةٗۚ﴾ [النساء: 100]، ﴿وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69]، ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَٰهَدُواْ وَصَبَرُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [النحل: 110]، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗۖ وَلَأَجۡرُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 41] أو كما جاء في الآية الكريمة أن الله وعدهم أن يوسع عليهم في الرزق وفي الوطن فإن الله سبحانه وتعالى بيده مفاتيح الخير فإذا علم من عبده النية الصالحة يسَّر له، وقد يضيق الله عليه لحكمةٍ لأجل أن يعوِّضه خيرًا مما في هذه الدنيا لأجل أن يرفع منزلته في الآخرة والله جل وعلا لا يضيع أجر المحسنين، ولا يضيق على عباده المؤمنين بغضًا لهم وإنما يضيق عليهم أحيانًا لمنفعتهم ومصلحتهم ولا يعطي الكفار محبة
([1]) أخرجه: أحمد رقم (3672)، والبزار رقم (2026).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد