وقد بين صلى الله عليه وسلم فائدة ذلك فائدة اتقاء الشبهات «فَمَنْ
اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ».
«اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ» لئلا يقع في الحرام
«وَاسْتَبْرَأَ لِعِرْضِهِ» لئلا يتناوله الناس بالذم والتنقص.
ثم بين ضرر الوقوع في
المشتبهات «فَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ» يعني أخذها ولم يبال «وَقَعَ
فِي الْحَرَامِ» لأنها وسيلةٌ إلى الحرام وتؤدي إلى الحرام فإذا تساهل الإنسان
في المشتبهات فإنه يتساهل بالحرام ويستمرئه ولو على المدى البعيد «وَمَنْ
وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ» ثم ضرب مثلاً واضحًا لكل واحدٍ
«كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى» راعي الغنم أو راعي الإبل يرعى حول
الحمى الذي منع ولي الأمر من الرعي فيه وجعله لدواب الجهاد ودواب بيت المال
للمصلحة العامة من عادتهم في الجاهلية أنهم يضعون أحميةً من المراعي ثم جاء
الإسلام فنهى عن ذلك إلا ما كان في صالح المسلمين بأن ولي الأمر يحمي جهةً من
الجهات أو مرعى من المراعي لأجل أن ترعى فيه دواب بيت المال ودواب الجهاد لأن هذا
لمصلحة المسلمين فإذا جاء أحدٌ ورعى حول هذا الحمى فإنها قد تتفلت بعض الدواب وتقع
في الحمى فيعرض الراعي نفسه للعقوبة «كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى
يُوشِكُ أَنْ يَقع فِيهِ» وهذا مثل النفس مثل هذه الدواب إذا جئت بها في
المشتبهات فإنها تقع في الحرام ولا تستطيع السيطرة عليها أما إذا منعتها من الأول
وأبعدتها عن الشبهات فإنها تبتعد عن الحرام من باب أولى ثم بين صلى الله عليه وسلم
أن حمى الله محارمه فجميع المحارم التي حرمها الله ورسوله فإنها حمى لله جل وعلا
يجب علينا أن نبتعد عنها وألا نقربها، والآن جدَّت معاملات في البنوك
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد