×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

المسلمين يحذوا منهم ويحذوا من كيدهم، كذلك يرسلون السحرة والكهان باسم العلاج وباسم الدواء أو يرسلونهم على أنهم عمالٌ وأنهم محترفون ثم ينشرون السحر بين الناس وينشرون العداوة بين الناس ويشككون المسلمين ببعض فلانٌ سحرك فلانٌ عمل لك كذا فلان ربط لك فلانٌ كذا وكذا وفي الأخير يرسلون الدعاة دعاة الضلال لمسخ عقول الشباب وتلقينهم بالأفكار الخبيثة والخروج على ولاة الأمور وعلى الإخلال بالأمن باسم الجهاد وإنكار المنكر زورًا وخداعًا حتى انضم إليهم عددٌ من شباب المسلمين من أبنائكم حملوا السلاح عليكم حملوا المتفجرات بين بيوتكم وروَّعوا الآمنين وقتلوا النفوس المعصومة والنفوس البريئة والنفوس المسلمة وأتلفوا الأموال وأخلوا بالأمن وروعوا الناس. هذا ما يريده الكفار وهذه طلائعهم في بلادكم لأنكم غفلتم وأهملتم أولادكم فتلقفوهم ولقنوهم هذه الأفكار الخبيثة فصاروا في نحورهم وصاروا ضدكم يكفرونكم ويقتلونكم ويدمرون بيوتكم وهم أبناؤكم وأقرب مثال على هذه الواقعة التي وقعت أمس جماعةٌ جاؤوا من حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة إلى حرم إبراهيم في الكعبة المشرفة حرم رسول الله الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: «فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» ([1])، وحرم مكة الذي قال الله جل وعلا: ﴿وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنٗاۗ [آل عمران: 97] حرم مكة الذي قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلۡنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلۡعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلۡبَادِۚ وَمَن يُرِدۡ فِيهِ بِإِلۡحَادِۢ بِظُلۡمٖ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ [الحج: 25] انتهكوا الحرمين الشريفين وهم يدعون أنهم علماء وأنهم طلبة علم وأنهم يجاهدون في سبيل الله بل إنهم تلبسوا


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1771)، ومسلم رقم (1370).