يفسدون لكن كونهم يفسدون عندي وفي بيتي أحسن من أنهم يفسدون خارج البيت. هذا مكر من الشيطان وخداع من الشيطان، فعلى المسلم أن يتنبه لهذا الأمر الذي داهم المسلمين الآن فلا بد أن يقف المسلمون صفًّا واحدًا رعاة ورعية في وجه هذا الزحف الغادر الماكر الذي يجتاح بلاد المسلمين، فالأمر خطير جدًّا على المسلمين أن يتنبهوا لذلك وأن يتنبهوا لكيد أعدائهم ومكر أعدائهم الذين لا يريدون أن يأخذوا دراهم أو يأخذوا البيوت أو يأخذوا... هذه أمور ليست ذات قيمة عندهم لكنهم يريدون أن يدمروا عقيدتهم وأن يدمروا دينهم وأن يدمروا سلوكهم وأخلاقهم وأن يدمروا قوتهم هذا ما يريده الكفار فغزوا المسلمين بهذه الوسائل الخبيثة الفاجرة، ثم أيضًا المنافقون الذين يعيشون معنا وهم من أولادنا ومن جيراننا ينتشرون بيننا ويروِّجون أفكار الكفار ويكونون سماسرة لأفكار الكفار يروجونها ويدعون إليها ويكتبون المقالات في الصحف والمجلات في مدح ما يرد من الكفار من الأفكار الخبيثة ويسمون ذلك تقدمًا وحرية وديمقراطية إلى آخر ما يقولون وأن التمسك بالأخلاق وبالدين هذا كبت للحريات وهذا وهذا...، فعلى المسلمين أن يتنبهوا للعدو الخارجي والعدو الداخلي أشد لأنه يعيش معنا ويتسمى بأسمائنا وينطق لغتنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَطَاعَهُمْ قَذَفُوهُ فِيهَا. قَالُوا: صِفْهُمْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: هُم قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» ([1])، فاتقوا الله -عباد الله- واعلموا أنكم في موقف خطير لكن اعتصموا بالله عز وجل: ﴿وَمَن يَعۡتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدۡ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [آل عمران: 101]. واعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3411)، ومسلم رقم (1847).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد