×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

أمرهن بالقرار في بيوتهن قال تعالى مخاطبًا نساء نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا [الأحزاب: 33] فإذا كانت أمهات المؤمنين وهن أطهر النساء مأمورات بالبقاء في البيوت حماية لهن فغيرهن من الناس من باب أولى وأحرى ولهذا صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في المسجد قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلاَتٌ» ([1])، يعني غير متزينات وغير متطيبات فبقاء المرأة في بيتها فيه مصالح.

أولاً: أنها تصون نفسها وتكف فتنتها عن المجتمع.

وثانيًّا: أنها تقوم بعمل البيت، فالبيت فيه عمل لا يقوم به إلا المرأة ولهذا لما خرجت النساء في هذا الزمان إلى الأعمال وتركت البيوت اضطر النساء إلى أن يجلبن خُدَيمات من النساء الأجنبيات وحصل من جلب هذه الخديمات ما حصل من الأضرار التي لا تخفى عليكم، ولم يقمن بالعمل أيضًا مع وجود الأضرار لم يقمن بالعمل على الوجه المطلوب لأن هذا لا تقوم به إلا ربة البيت، خلقها الله لهذا العمل ولكن يأبى اليهود وأذنابهم وأهل النفاق ومرضى القلوب من أبنائنا إلا أن يخرجوا النساء من البيوت لا لشيء إلا لأجل الانخداع بدعاية اليهود وأمثالهم ممن يريدون أن يدمروا مجتمعاتنا، أيضًا الله أمر النساء عند الخروج للحاجات أن يحتجبن بجميع أبدانهن عن الرجال فلا يبدو من المرأة شيء إذا خرجت قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (567)، وأحمد رقم (5471)، وابن خزيمة رقم (1684).