×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ [الأحزاب: 59] والجلباب هو الجلال الكبير الذي يكون فوق الثياب ومنه العباءة التي تكون فوق ثياب المرأة من رأسها إلى قدمها تغطي جميع بدنها فيه زيادة على غطاء الثياب وذلك لأجل الحفاظ عليها من الفتنة بها ومنها إذا خرجت. يأبى اليهود وأتباعهم ودعاة الضلال من أبناء المسلمين الذين نجم النفاق والمرض في قلوبهم يأبى هؤلاء إلا أن يحاربوا الحجاب ويدعوا إلى السفور وها هي حربهم الآن قائمة على الحجاب لا لشيء إلا لأجل أن يفتنوا المجتمع بهذه المرأة إذا خرجت تخرج سافرة متزينةً متطيبةً متهيئةً لفتنة وهذا ما يريدون، يريدون أن يفسدوا المجتمع بهذا الأمر، النبي صلى الله عليه وسلم منع المرأة من السفر إلا مع ذي محرم، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ أَنْ تُسَافِرَ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ» ([1])؛ لأن المحرم يصونها ويحافظ عليها ويتولى شأنها لو عرض لها عارضٌ ولا بد لها من المحرم حتى المسافة القريبة، النبي صلى الله عليه وسلم لما أرادت عائشة رضي الله عنها أن تعتمر بعد الحج أمر أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه أن يخرج معها إلى التنعيم أدنى الحل من مكة قريبًا من مكة لم يدعها تذهب وحدها بل أمر أخاها أن يخرج معها فكيف بالسفر الطويل كيف بالاختلاط بالناس في الطائرات والمراكب والفنادق وغير ذلك فالمرأة تحتاج إلى المحرم الذي يكون إلى جانبها يحفظها ويصونها ويدافع عنها. يأبى أهل الشر من اليهود والنصارى والناعقين بأصواتهم إلا أن يمردوا المرأة وأن يتركوها طليقة تذهب حيث شاءت بلا حسيب ولا رقيب وآخر ذلك هذه الدعاية المغرضة التي تشن هذه الأيام بإعطاء


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1038)، ومسلم رقم (1338).