الأيام بالنسبة عنده سواء كلها وقت عمل وكلها
وقت جد وكلها وقت تحصيل لمصالح دينه ودنياه فتراه مستمرًّا على طاعة الله وعلى
العمل الصالح وعلى طلب الرزق الحلال وعلى حفظ أولاده وذريته يقيم في بيته ويشكر
الله على نعمته عرف النعمة فقدرها وعرف الأيام فاستثمرها فهذا هو السعيد، ومن
الناس من لا يميز بين الأيام كلها أيام ضياع عنده وكلها أيام غفلة يسهر الليل على
القيل والقال أو على مشاهدة الأفلام الخليعة والتمثيليات الهابطة ومتابعة
الفضائيات والشبكات وما يبث فيها من شرور وآثام، يسير الليل وينام النهار فيترك
العبادات ويترك طلب الرزق ويكون في هذه الحياة أحط من البهائم؛ لأن البهائم تتحرك
في طلب رزقها وفيما يريحها وهذا لا يتحرك إلا فيما يضره ولا حول ولا قوة إلا بالله
ويزيد إهماله وتزيد غفلته في أيام العطلة، ومن الناس من يسافر وتعلمون السفر ما
فيه من المشقة وما فيه من التعب وما فيه من الأخطار، فيسافر بأولاده ونسائه
فيعرضهم للأخطار التي لا تخفى عليكم، وحوادث الطرق والمجازر التي تحصل الآن وقد
عافاه الله لو أنه جلس في بيته وعند أهله وفي أعماله وأشغاله لاستفاد من وقته وسلم
من الأخطار بل ربما يتحمل النفقات الطائلة لهذه الأسفار وهو فقير يستدين وربما
يستدين بالربا لأن الوقت الآن ليس فيه من يعين أو يقرض إلا بالربا فيستدين ولو
بالربا لأجل أن يحقق هذا السفر نزولاً على رغبة النساء والأطفال ممن لا يميزون بين
الضار والنافع فيتحمل الديون العظيمة لا لشيء إلا لأجل أن يسافر بأسرته ويعرضهم
للأخطار، ولو وقف الأمر عند هذا الحد مع أنه فظيع لهان الأمر ولكنه يغشي أسرته في
المحافل الصيفية التي تشتمل
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد