﴿وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٞ وَهَٰذَا حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ ١١٦ مَتَٰعٞ قَلِيلٞ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ١١٧} [النحل: 116، 117] فلا يجوز لك أن تقول: إن الله أحل كذا أو هذا الشيء حلال أو أن الله حرم كذا أو هذا الشيء حرامٌ حتى يكون عندك دليل من كتاب الله من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا فأنت في عافية فلا تدخل نفسك في شيء لا تحسنه فتكون من هؤلاء الذين كذبوا على الله عز وجل في شرعه ودينه وكذلك من أسوأ الكذب على الله الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم بأن تنسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث لم تثبت عنه صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ» ([1])، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى غَيْرِي، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»([2])، فلا يجوز الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم بأن ينسب إليه ما لم يثبت من الأحاديث وليس كل ما كتب في الكتب أو رواه الرواة أو نقل، ليس كل ذلك يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بل هذا له ضوابط تضبطه فتبين الصحيح من غير الصحيح وذلك من كتب الحديث الموثوقة كالصحاح والسنن والأسانيد التي تولَّى أحبارُ الأمة ومحدثوها، تولوا تدوينها وتحري أسانيدها ودرسوها دراسةً وافيةً ونفوا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كل دخيلٍ وكل حديثٍ مكذوبٍ فلا تحدِّث عن الرسول أو تنقل عن الرسول إلا ما ثبت في الأحاديث الصحيحة فإذا بلغك حديثٌ أو سمعت حديثًا فلا تسارع إلى نشره حتى تراجع المصادر الموثوقة من دواوين السنة، وإن كنت لا تحسن ذلك فعليك أن تسأل أهل الذكر تسأل أهل العلم عن هذا الحديث لئلا تكذب على الرسول
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (41)، والطبراني في « الكبير » رقم (1021).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد