رَوَاهُ الطَّبرانِيُّ فِي الدُّعاءِ: «يَا
عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعٌ: وَاحِدَةٌ لِي، ووَاحِدَةٌ لَكَ، وَوَاحِدَةٌ
بَيْنِي وبينك وَوَاحِدَةٌ َبَيْنَكَ وبين خلقي أَمَّا الَّتِي لِي فَتَعْبُدُنِي
لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، والَّتِي لَكَ: مَلُكَ أَجْزِيكَ بِهِ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ
إِلَيْهِ، والَّتِي َيْنِي وبَيْنَكَ: فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَعَلَيَّ
الإِْجَابَةُ، وَالَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْني خَلْقِي: فَأْتِ لَهُمْ مَا تُحِبُّ
أَنْ يَأْتُوهُ إِلَيْكَ» ([1])، وما يُعطِيهُ اللهُ العبدَ مِنَ الإعانَةِ والهِدَايةِ
هُو من فضْلِه وإحسَانِه وهُوَ وَسِيلةٌ إِلَى ذَلِكَ المحبوبِ، وهُوَ إِنَّمَا
يُحِبُّه لكَوْنِه طَرِيقًا إِلَى عبَادَتِه، والعبْدُ يطْلُبُ ما يحْتَاجُ أوَّلاً،
وهُوَ مُحْتاجٌ إِلَى الإعَانَةِ عَلَى العبَادَةِ وإِلَى الهدايَةِ إِلَى
الصِّرَاطِ المُستَقِيمِ، وبذَلِكَ يصِلُ إِلَى العبَادَةِ.
وقال رحمه الله
: وبعضُ النَّاس يَقُولُ: إِنِّي أخَافُك يا اللهُ وأخافُ مَن لا يَخَافُك! وهَذَا
كلامٌ ساقطٌ لا يَجوزُ، بل عَلَى العبدِ أنْ يخافَ اللهَ وحْدَه ولا يخَافُ أحدًا؛
فإنَّ من لا يَخافُ اللهَ أذَلُّ من أنْ يُخَافَ فإِنَّه ظالمٌ وهُوَ من أولياءِ
الشَّيطانِ، فالخوفُ منه قَدْ نَهَى اللهُ عنه. وإِذَا قِيلَ: قَدْ يُؤْذِينِي،
قِيلَ: إِنَّمَا يُؤْذِيكَ بتَسْلِيطِ اللهِ له، وإِذَا أرادَ اللهُ دفْعَ شَرِّه
عنكَ دَفعَهُ.
فالأَمرُ للهِ وإِنَّمَا يُسَلَّطُ عَلَى العبدِ بذُنوبِه، وأنتَ إِذَا خفْتَ اللهَ فاتَّقَيتَهُ وتوكَّلَتْ عَلَيْه كفَاكَ شَرَّ كُلِّ شَرٍّ ولَم يُسلِّطْه عَلَيْكَ؛ فإِنَّه قَالَ: {وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ﴾ [الطلاق: 3] ، وتسْلِيطُهُ يَكُون بسَببِ ذُنُوبِكَ وخَوفِكَ منه. فإِذَا خِفتَ اللهَ وتُبْتَ من ذُنُوبِكَ واستَغْفَرْتَه لم يُسَلَّطْ عَلَيْكَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33] .
([1])أخرجه: أبو يعلى رقم (2757)، والبيهقي في «الشعب» رقم (11176)، والطبراني في «الدعاء» رقم (68)
الصفحة 4 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد