وَٱلَّذِينَ هُم بَِٔايَٰتِنَا
يُؤۡمِنُونَ ١٥٦ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي
يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم
بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ
وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ
ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ
وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ
ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٥٧﴾ [الأعراف: 156- 157]
، وذكرَ طَاعَةَ الرَّسُولِ فِي أكثَرِ من ثَلاثِينَ مَوْضِعًا مِنَ القرآنِ،
ثُمَّ ذَكَرَ رحمه الله جُملَةً منها، ثُمَّ قَال: فقَدْ بيَّنَ اللهُ فِي
كِتَابِه حُقوقَ الرُّسُلِ: مِنَ الطَّاعةِ له، ومحَبَّتِه وتعْزِيرِه وتَوقِيرِه
ونَصرِه، وتَحْكِيمِه، والرِّضَى بحُكْمِه والتَّسْلِيمِ له واتِّبَاعه والصَّلاَة
والتسليم عَلَيْه، وتَقْدِيمِه عَلَى النَّفْسِ والأَهْلِ والمَالِ، ورَدّ ما
يُتنَازَعُ فِيهِ إليه، وغَير ذَلِكَ مِنَ الحُقوقِ.
وأخبَرَ أنَّ طَاعَتَه طَاعَتُه فقَالَ: {مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ﴾ [النساء: 80] ، ومُبَايعَته فقَالَ: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ﴾ [الفتح: 10] ، وقرَنَ بينَ اسْمِهِ واسْمِهِ فِي المحَبَّةِ فقَالَ: {أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ﴾ [التوبة: 24] ، وفي الطَّاعَةِ والمعْصِيَةِ فقَالَ: {وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ﴾ [النساء: 13] ، {وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ﴾ [النساء: 14] ، وفي الأذَى فقَالَ: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ﴾ [الأحزاب: 57] ، فهَذَا ونَحْوُه هو الَّذِي يستَحِقُّه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بأبي هُوَ وأُمِّي! فأمَّا العبادَةُ والاستعانَةُ فلِلَّهِ وَحْدَه لا شَرِيكَ له؛ كَمَا قَالَ: {وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ [النساء: 36] ، {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] ، ثُمَّ ذَكَرَ آياتٍ كثَيرةً فِي هَذَا المعنَى، ثُمَّ قَالَ رحمه الله : وتوحِيدُ اللهِ وإخلاصُ الدِّين لَه عبادَتَه واسْتِعَانَته فِي القرآن كَثِيرٌ جِدًّا، بل هُو قلبُ الإيمانِ وأوَّلُ الإِسْلاَمِ وآخِرُه. إِلَى أَنَّه قَالَ: وعبَادَةُ اللهِ وحْدَه ومُتابَعَةُ الرَّسُولِ
الصفحة 4 / 471