صحيحٌ ([1]). وفي مُسْلِمٍ أَنَّه كَانَ يَقُولُ فِي خُطبَتِه: «خَيْرُ الكَلاَمِ كَلاَمُ اللهِ، وَخَيْرَ
الْهَدْيُ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّ شَرَّ الأُْمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2])، ولَيْسَ لأحدٍ أن يعبُدَ إلاَّ الله، فلا يُصلِّي إلاَّ
لله، ولا يصومُ إلاَّ لله، ولا يَحُجُّ إلاَّ بيتَ اللهِ، ولا يتوَكَّلُ إلاَّ
عَلَى اللهِ، ولا يخافُ إلاَّ اللهَ، ولا ينذرُ إلاَّ للهِ، ولا يحْلِفُ إلاَّ
باللهِ. وفي «الصَّحِيحينِ ([3]): «إِنَّ اللَّهَ
يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ
بِاللَّهِ، وَإِلاَّ فَلْيَصْمُتْ»، وفي السُّننِ: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى فَقَدْ أَشْرَكَ» ([4])، وعن ابنِ مسعُودٍ: «لَأَنْ أحْلِفَ باللهِ كَذِبًا أَحَبُّ إليَّ من أَنْ أَحْلِفَ بغَيْرِهِ
صَادِقًا» ([5])؛ لأَنَّ الحَلِفَ بغَيْرِ اللهِ شِركٌ، والحَلِفُ باللهِ
تَوحِيدٌ، وتَوحيدٌ معَهُ كَذِبٌ خَيرٌ من شِرْكٍ معَهُ صِدْقٌ، وإِذَا كَانَ
الحالِفُ بغَيرِ اللهِ قَدْ أشرَكَ فكيفَ بالنَّاذِرِ لغَيرِ الله؟ والنَّذرُ
أعْظَمُ مِنَ الحلَفِ، ولهَذَا لو نذَرَ لغَيرِ اللهِ لَمْ يَجِبِ الوَفَاء به
باتِّفَاقِ المُسْلِمينَ.
يقْصِدُ الشَّيْخُ رحمه الله النَّذرَ للقُبورِ والمَزَاراتِ بقَصْدِ قضَاءِ حاجَات النَّاذِرِينَ؛ كَمَا يُفْعلُ اليومَ عندَ الأضرحَةِ، وهَذَا شركٌ أكبْرُ يخرجُ مِنَ المِلَّةِ؛ لأَنَّه عبادَةٌ لغَيرِ اللهِ عز وجل .
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (44)، والدارمي رقم (95).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد