ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا
يَعۡلَمُونَ﴾ [المنافقون: 8]
وقولُهُ: {رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا﴾ [غافر: 7] ، وفي حديثِ الاستخارةِ الَّذِي فِي
الصَّحِيحِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي
أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ
فَضْلِكَ الْعَظِيمِ» ([1]).
وفي حديثِ
شَدَّادِ بنُ أوسٍ الَّذِي فِي «السُّنَنِ» عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ،
وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي،
وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي» ([2])، وفي الحَدِيثِ: «لا
وَعِزَّتِكَ» ([3])، وهَذَا ورد منه الكثيرُ.
وفي الصحيحِ
أيضًا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سألَ الَّذِي كَانَ يقرأُ بـ {قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] ،
فِي كُلِّ ركعةٍ وهوَ إمامٌ، فقالَ: إني أحبُّها؛ لأَنَّها صفةُ الرَّحمنِ، فقال: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُُ» ([4])، فأقَرَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى
تسميتِهَا صِفَةَ الرَّحمنِ، وفي هَذَا المعنى أيضًا آثارٌ متعددةٌ.
فثبتَ بهَذِهِ
النصوصِ أَنَّ الكلامَ الَّذِي يُخْبَرُ عَنِ اللهِ صفةٌ لَهُ؛ فإِنَّ الوَصْفَ هو
الإِظْهَارُ والبيانُ للبصرِ أو السَّمْعِ.
كَمَا يَقُولُ الفقهاءُ: ثوبٌ يصفُ البشرةَ، وقال: {سَيَجۡزِيهِمۡ وَصۡفَهُمۡۚ﴾ [الأنعام: 139] ، وقال: {سُبۡحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [الصافات: 180] ، وقَالَ صلى الله عليه وسلم : «لاَ تَنْعَتُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ لِزَوْجِهَا حَتَّى كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إلَيْهَا» ([5])، والنَّعْتُ الوصْفُ، ومثلُ هَذَا كثيرٌ، والصِّفَةُ مصدرُ وَصَفْتُ الشَّيءَ أصِفُهُ
([1])أخرجه: البخاري رقم (6382).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد