وذاكَ
فِي ذاتِ الإِلَهِ وإن يَشَأْ |
|
يُبَارِك
عَلَى أَوْصَالِ شلوٍ ممزعٍ |
وفي الصحيحِ ([1]) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إلاَّ ثَلاَثَ
كَذَبَاتٍ، كُلُّهُنَّ فِي ذَاتِ اللهِ».
وعن أبي ذرٍّ: «كُلُّنَا أحْمَقٌ فِي ذاتِ اللهِ».
وفي قَوْلِ
بعضُهُمْ: أُصِبْنَا فِي ذاتِ اللهِ، والمعنى: فِي جهةِ اللهِ وناحيَتِهِ، أي:
لأجلِ اللهِ ولابتغاءِ وجهِهِ، لَيْسَ المرادُ بذَلِكَ النفسُ، ونحوهُ فِي
القرآنِ: {فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 1] ، وقولُهُ: {عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ﴾ [آل عمران: 119]
؛ أي: عليمٌ بالخواطرِ ونحوِهَا الَّتِي هي صاحبةُ الصُّدورِ.
فاسمُ الذَّاتِ
فِي كلامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم والصَّحابةِ والعربيةِ المحْضَةِ بذاتِ
المعنى، ثُمَّ أطْلَقَهُ المتكلِّمونَ وغيرِهِمْ عَلَى النَّفْسِ بالاعْتِبَارِ الَّذِي
تقدَّمَ فإِنَّها صاحبةُ الصِّفاتِ، فإِذَا قَالُوا: الذاتُ، فقَدْ قَالُوا:
الَّتِي لها الصِّفَاتُ.
وقَدْ رُوِيَ
فِي حديثٍ مرفوعٍ وغيرِ مرفوعٍ: «تَفَكَّرُوا
فِي آلاَءِ اللهِ، وَلاَ تَتَفَكَّرُوا فِي ذَاتِ اللهِ» ([2]) فإن كَانَ هَذَا اللَّفظُ أو نظيرُهُ ثابِتًا عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِهِ؛ فقَدْ وُجِدَ فِي كلامِهِمْ إطْلاَقُ
اسمِ الذَّاتِ عَلَى النَّفْسِ كَمَا يطلقُهُ المتأخِّرُونَ.
إِلَى أن قَالَ: فإِذَا ثَبَتَ أَنَّه قائمٌ بنفسِهِ لَيْسَ هوَ من جنسِ سائرِ الأجسامِ والأرواحِ فكذَلِكَ ما يستحقُّهُ بنفسِهِ من الصِّفاتِ لَيْسَ هوَ من جنسِ ما يستحقُّهُ سائرُ الأشياءِ، فإِذَا قُدِّرَ أن جوهرًا قَامَ بِهِ عَرَضٌ
([1])أخرجه: البخاري رقم (3357)، ومسلم رقم (2371).
الصفحة 4 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد