عَلاَنِيَةٌ، وَالإِْيمَانُ فِي الْقَلْبِ» ([1]).
وإِذَا
ذكَرْنَا اسْمَ الإيمَانِ مُجرَّدًا دخَلَ فِيهِ الإِسْلاَمُ والأعمالُ
الصَّالحَةُ كقَوْلِهِ فِي حَديثِ الشُّعَبِ: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَعْلاَهَا: شَهَادَةُ أَنْ
لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ» ([2])، وكذَلِكَ سَائِرُ الأحَادِيثِ يجْعَلُ فِيهِ أعمَال
البِرِّ من الإيمانِ، ثُمَّ إنَّ نَفْيَ الإيمَانِ عندَ عَدَمِهَا دَلَّ عَلَى
أَنَّها وَاجِبَةٌ، وإن ذَكَرَ فضَلَ إيمَانِ صَاحِبِها ولَم يَنْفِ إيمَانَهُ
دَلَّ عَلَى أَنَّها مستحبَّةٌ؛ فإِنَّ اللهَ ورَسُولَه لا يَنفِي اسْمَ مُسمَّى
أَمْرٍ أَمَرَ اللهُ به ورَسُولُه إلاَّ إِذَا ترَكَ بعضَ واجِبَاتِه كقَوْلِهِ: «لاَ صَلاَةَ إلاَّ بِأُمِّ الْقُرْآنِ» ([3])، وقولِه: «لاَ
إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ» ([4])، ونحو ذَلِكَ.
فأمَّا إِذَا كَانَ
مستحبًّا فِي العبادَةِ لم ينفِهَا بانتِفَاءِ المُستحَبِّ؛ فإن هَذَا لو جَازَ
لجَازَ أن يَنفِي عن جُمهُورِ المُؤمنين اسْمَ الإيمَانِ والصَّلاَةِ والزَّكاةِ
والحَجِّ؛ لأَنَّه ما من عَملٍ إلاَّ وغَيرُهُ أفضَلُ مِنْهُ.
وليسَ أحدٌ يفعلُ أفعالَ البِرِّ مثلَ ما فعلَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، بل ولاَ أبُو بكْرٍ ولا عُمرُ، فلو كَانَ من لَم يَأتِ بكَامِلهَا المستحبِّ يجُوزُ نَفيها عنه لجَازَ أن يُنفَى عن جُمهُورِ المُسلمِينَ من الأوَّلينَ والآخِرِينَ، وهَذَا لا يَقُولُه عَاقِلٌ، فمَن قَالَ: إِنَّ المَنفِيَّ هو الكَمالُ فإن أرَادَ أَنَّه نفيُ الكَمالِ
([1])أخرجه: أحمد رقم (12381)، وأبو يعلى رقم (3923)، وابن أبي شيبة رقم (30319).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد