إلاَّ كَانَ فِي أُمَّتِهِ
قَوْمٌ يَهْتَدُونَ بِهِ وَيَسْتَنُّونَ بُسُنَّتِهِ، ثُمَّ إِنَّه يَخْلُفُ مِنْ
بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ، يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ
يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَمُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ
بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ
وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِْيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ» ([1])، وهَذَا من أفْرَادِ مُسْلِمٍ.
وكذَلِكَ فِي
أفْرَادِ مُسلِمٍ قولُهُ: «وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى
تَحَابُّوا، أَفَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ
أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ» ([2]).
وقَالَ فِي
الحَدِيثِ المُتَّفقِ عَلَيْه من رِوَايَةِ أبي هريرَةَ، ورواه البُخارِيُّ من
حَدِيثِ ابنِ عبَّاسٍ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ
مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ
يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً، يَرْفَعُ
النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ، وَهُوَ مُؤْمِنٌ» ([3]) انتهَى.
ومقصودُ
الشَّيخِ رحمه الله من إيرَادِ هَذِهِ الأحَادِيثِ والآثَارِ بيانُ أَنَّ
الأعمَالَ دَاخِلَةٌ فِي مُسمَّى الإيمَانِ رَدًّا عَلَى المُرجئَةِ الَّذِينَ
يُخْرِجُونَها من مُسمَّى الإيمَانِ، وباللهِ التَّوفيقُ.
ويواصِلُ الشَّيخُ رحمه الله كَلامَهُ عَنِ الإيمَانِ فيَقُول: فيُقالُ: اسم الإيمَانِ تارَةً يُذْكَرُ مُفْردًا غير مَقْرُونٍ باسْمِ الإِسْلاَمِ ولا باسْمِ العمَلِ الصَّالِحِ
([1])أخرجه: مسلم رقم (50).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد