في الصَّحِيحِ من حَدِيثِ أبي هُرَيْرَةَ لمَّا
قالَ له الجنيُّ: اقرأْ آيَةَ الكُرسيِّ إِذَا أَوْيتَ إِلَى فِرَاشِكَ؛ فإِنَّهُ
لا يزالُ عَلَيْكَ مِنَ الله حافظٌ، ولا يقْرَبُك شيطانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فقَالَ
له النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «صَدَقَكَ
وَهُوَ كَذُوبٌ» ([1]).
ومنها: أن
يستعيذَ بالله مِنَ الشياطينِ.
ومنها: أن
يستعيذَ بالعوذِ الشَّرعيَّةِ؛ فإِنَّ الشياطينَ كانت تعرضُ للأنبياءِ في حياتِهِم
وتُرِيدُ أن تُؤْذِيَهُم، وتُفْسدَ عبادَتَهم، كَمَا جاءَتِ الجنُّ إِلَى رَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم بشُعْلةٍ مِنَ النَّارِ تريدُ أن تَحْرِقَه فأتَاهُ
جِبْرِيلُ بالعوذةِ المعْرُوفةِ الَّتِي تضمَّنها الحديثُ المرويُّ عن أبي التياحِ
أنَّهُ سألَ رَجُلٌ عبدَ الرَّحمَنِ بن خنبش - وكَانَ شيخًا كبيرًا قد أدرَكَ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم - «كَيْفَ
صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ،
قَالَ: إِنَّ الشَّيَاطِينَ تَحَدَّرَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم مِنَ الأَْوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ
بِيَدِهِ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ، يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ بِهَا وَجْهَ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؛ فَهَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم
فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْ، قَالَ: مَا أَقُولُ؟، قَالَ: قُلْ: أَعُوذُ
بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَذَرَأَ، وَبَرَأَ، وَمِنْ
شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ
شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ يَطْرُقُ إلاَّ
طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ، قَالَ: فَطُفِئَتْ نَارُهُمْ،
وَهَزَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى» ([2]).
ثُمَّ ذكَرَ الشَّيخُ رحمه الله أحادِيثَ من هَذَا البابِ ثُمَّ قالَ: فإِذَا كَانَتِ الشَّياطينُ تأتي الأنبِيَاءَ - عَلَيْهِم الصَّلاَة والسلام - لتُؤْذِيَهم وتُفْسِدَ
([1])أخرجه: البخاري رقم (2311).
الصفحة 4 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد