والشَّياطِينِ،
ومنهم مَن يقُول: هو مَلَكٌ مِنَ الملائِكَةِ، والملائِكَةُ لا تُعِينُ
المُشْرِكينَ، وإِنَّمَا هم شَياطِينٌ أضلُّوهم عن سَبِيلِ الله، وفي مَواضع
الشِّرْكِ مِنَ الوقائِعِ والحكايَاتِ الَّتِي يعْرِفُها من هنالك، ومن وقعَت له
ما يطولُ وصفه، وأهلُ الجاهِلِيَّة فيه نوعانِ: نوعٌ يُكَذِّبُ بذلك كُلِّه، ونوعٌ
يعتَقِدُ ذَلِكَ كَرامَاتٍ لأولياءِ اللهِ.
ثُمَّ ذكر
الشَّيخ رحمه الله انخِدَاعَ بعضِ الجُهَّالِ بمن تحصُلُ عَلَى أيديهم هَذِهِ
التَّمثِيلِيَّات الشَّيطانية، فخضَعُوا لمن يحصلُ له ذَلِكَ وانقادُوا له،
واعتقدُوا أنَّهُ من أوليَاءِ الله، مع كَونِهِم يعلَمُون أنَّهُ لا يُؤدِّي فرائِضَ
اللهِ حَتَّى ولا الصَّلوات الخمس، ولا يجتَنِبُ محَارِمَ اللهِ لا الفَواحِشَ ولا
الظُّلمَ، بل يكونُ من أبعدِ النَّاسِ عَنِ الإيمانِ والتَّقْوى الَّتِي وصفَ
اللهُ بها أولياءَهُ من قَوْلِه تَعَالى: {أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ
لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ
يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62- 63] ،
فيرون من هُو من أبعَدِ النَّاسِ عَنِ الإيمانِ والتَّقْوى له مِنَ المُكَاشفَاتِ
والتَّصرُّفاتِ الخَارقات، ما يعْتَقِدُون أنَّهُ من كَرَاماتِ أولياءِ اللهِ
المُتَّقينَ، فمنهم من يرتَدُّ عَنِ الإسلامِ، وينقَلِبُ عَلَى عقِبَيهِ، ويعتقد
فيمَنْ لا يُصَلِّي، بل ولا يُؤْمِنُ بالرُّسُلِ وأنَّهُم من أعظمِ الأولياءِ
والمتَّقين، وسببُ ذَلِكَ أنَّهُم استدَلُّوا عَلَى الولايَةِ بما لا يدلُّ
عَلَيْهَا؛ لأنَّ دليلَ الولايةِ الإيمانُ والتَّقوى وهَؤُلاَءِ من أبعدِ النَّاسِ
عنهما.
***
الصفحة 4 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد