فقد يكْذِبُ
عَلَيْهِ الشَّيطَانُ ويدَّعِي أنَّهُ الرَّسُولُ؛ فيُصَدِّقُه الرَّائي؛ لأَنَّهُ
لا يعرفُ صورةَ الرَّسُولِ الحقيقِيَّة الَّتِي لا يتمثَّلُ بها الشَّيطانُ.
قالَ الشَّيخُ
رحمه الله : ومنهُمْ مَنْ يَظُنُّ مَن يتمثَّلُ له مِنَ الشيطَانِ أنَّهُ ملَكٌ مِنَ
الملائِكَةِ، والمَلَكُ يتميَّزُ عَنِ الجِنِّيِ بأُمُورٍ كَثيرَةٍ، والجِنُّ فيهم
الكُفَّارُ والفُسَّاقُ والجُهَّالُ، وفيهم المُؤْمنونَ المتَّبِعُون لمُحَمَّدٍ
صلى الله عليه وسلم ، فكثِيرٌ ممَّنْ لا يعْرِفُ أن هَؤُلاَءِ جِنٌّ وشَياطينٌ
يعتَقِدُهُم مَلائكةً، والشياطينُ يوالُونَ مَن يفْعَلُ ما يحِبُّونَه مِنَ
الشِّرْكِ والفُسُوقِ والعصيانِ، فتارةً يخْبِرُونَه ببعْضِ الأُمورِ الغَائِبَة
ليكاشِفَ بها، وتارةً يُؤْذُونَ من يُريدُ أذَاه بقَتْلٍ أو تَمْرِيضٍ، ونحو
ذَلِكَ، وتارةً يَجْلِبُونَ له من يُرِيدُه مِنَ الإنسِ، وتارةً يَسْرِقُونَ له ما
يَسْرِقُونه من أموالِ النَّاسِ من نَقْدٍ وطعَامٍ وثِيَابٍ، وغير ذَلِكَ،
فيعتَقِدُ أنَّهُ من كرَامَاتِ الأولياءِ، وإِنَّمَا يكونُ مسروقًا، وتارةً
يحمِلُونَه في الهواءِ فيذْهَبُونَ به إِلَى مكانٍ بعيدٍ؛ فمنهم مَن يَذْهبُون به
إِلَى مَكَّةَ عَشِيَّة عرفَةَ ويعُودُون به فيَعْتَقِدُ هَذَا كرَامةً مع أنَّهُ
لَمْ يحجَّ حجَّ المُسْلِمِينَ؛ لا أحرمَ ولا لبَّى ولا طافَ بالبَيْتِ ولا بَيْنَ
الصَّفا والمروَةِ، ومعلومٌ أن هَذَا من أعظَمِ الضَّلالِ.
وعندَ المُشرِكِينَ عبَّادُ الأوثانِ ومَن ضاهَاهُمْ مِنَ النَّصارَى ومبْتَدعة هَذِهِ الأُمَّةِ في ذَلِكَ مِنَ الحكاياتِ ما يطولُ وصْفُه؛ فإِنَّهُ ما من أحَدٍ يعتادُ دُعاءَ المَيِّتِ والاستغَاثَةِ بِه نَبِيًّا كَانَ أو غير نَبِيٍّ إلاَّ وقد بلَغَهُ من ذَلِكَ ما كَانَ أسْبَاب ضَلالِه، كَمَا أن الَّذِينَ يَدْعُونهم في مَغِيبِهم ويستَغِيثُون بهم فيَرَوْنَ من يكُون في صُورَتِهم، أو يظنُّون أنَّهُ في صُورَتِهم ويقول: أنا فلانٌ ويكَلِّمُهم ويقْضِي بعضَ حَوائِجهم؛ فإنَّهُم يظنُّون أنَّ الميِّتَ المستغَاثَ به هو الَّذِي كلَّمهم وقضَى مطْلُوبَهم، وإِنَّمَا هو مِنَ الجنِّ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد