الأنبياءِ وآمن
بالجميعِ ما ينفَعُه إيمانُه حَتَّى يُؤمِنَ بذلك النَّبِيِّ، وكَذَلِكَ لو آمنَ
بجمِيعِ الكُتبِ وكفَرَ بكتابٍ كَانَ كَافرًا حَتَّى يُؤمِنَ بذلك الكِتَابِ،
وكَذَلِكَ الملائكةُ، واليومُ الآخِرُ.
فَلَمَّا
سَمِعوا ذَلِكَ مِنَ الشَّيخِ، قالوا: الدِّينُ الَّذِي ذكرْتَه خَيرٌ مِنَ
الدِّينِ الَّذِي نَحْنُ وهَؤُلاَءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ انصَرفُوا من عنده.
وسُئِلَ رحمه
الله عَنْ تقبيلِ الأرضِ أمامَ بَعْضِ المَشَائخ، أو بَعْضِ الملوكِ تعْظِيمًا
لهم.
فأجابَ رحمه
الله : أمَّا تقْبِيلُ الأرضِ ورفعُ الرَّأسِ ونحو ذَلِكَ مِمَّا فِيهِ السُّجود
مِمَّا يُفعلُ قُدَّام الشُّيوخِ، وبَعْضُِ الملوك فلا يَجُوزُ، بل لا يَجُوزُ
الانحناءُ كالرُّكُوعِ أيضًا، كَمَا قالوا للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم :
الرَّجلُ منا يلْقَى أخاه أينحَنِي لَهُ؟ قالَ: «لاَ» ([1])، ولمَّا رجعَ مُعاذٌ ([2]) مِنَ الشَّامِ سجَدَ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ،
فقَالَ: «مَا هَذَا يَا مُعَاذُ؟»،
قالَ: يا رَسُولَ اللهِ! رأَيْتُهم في الشَّامِ يسجُدُونَ لأسَاقِفَتِهم ويذكُرون
ذَلِكَ عَنْ أنبيائِهم، فقَالَ: «كُذِّبُوا
عَلَيْهِم، لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَِحَدٍ لَأَمَرْتُ
الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ أَجْلِ حَقِّهِ عَلَيْهَا,يَا
مُعَاذُ! إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي السُّجُودُ إلاَّ لله»، وأَمَّا فِعلُ ذَلِكَ
تديُّنًا وتقرُّبًا فهَذَا من أعظمِ المنكرات، ومن اعتَقدَ مثل هَذَا قُربةً وتديُّنًا
فهو ضَالٌّ مفتَرٍ، بل يُبيَّنُ لَهُ أنَّ هَذَا لَيْسَ بدينٍ ولا قربةٍ، فإن
أصَرَّ عَلَى ذَلِكَ استُتِيبَ فإنَّ تابَ وإلاَّ قُتِلَ.
وسُئِلَ رحمه الله عَنِ النُّهوضِ والقيامِ الَّذِي يعتادَهُ النَّاسُ عِنْدَ قُدومِ شَخصٍ مُعيِّنٍ مُعتبرٍ؟
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2728)، وابن ماجه رقم (3702)، وأحمد رقم (13044).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد