لا يُحْصِي عددَها إلاَّ اللهُ، وَهَذَا عِنْدَ
من يعتبِرُ المناسبَةَ بَيْنَ اللَّفظِ والمعنى كقَولِ طائِفَةٍ من أهلِ الكلامِ
والبيان، وأَمَّا عِنْدَ من لا يعتَبِرُ المناسبةَ فكُلُّ لفظٍ يصلحُ وضْعُه
لكُلِّ معنى لا سِيَّما إِذَا عُلِمَ أنَّ اللفظَ موضوعٌ لمعنى هُوَ مستعملٌ فِيهِ
فحمْلُه عَلَى غيرِ ذَلِكَ المعنى لمجرَّدِ المناسبةِ كذبٌ عَلَى اللهِ، ثُمَّ إنْ
كَانَ مخالفًا لمَا عُلِمَ من الشريعةِ فهو دَأْبُ القرامطَةِ، وإن لَمْ يَكُنْ
مُخَالفًا فهو حالُ كثيرٍ مِنَ الوُعَّاظِ والمتصوِّفة الَّذِينَ يقولون بإشارَةٍ
لا يدلُّ اللَّفظُ عَلَيْهَا نصًّا ولا قِياسًا.
وإِذَا كَانَ
المقصودُ هنا الكلامُ في تفسيرِ الآيةِ، يعني قَوْله تَعَالى: {كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ﴾ [القصص: 88] : كُلُّ وجودٍ سِوى وُجُودِه فباطلٌ،
بل لا يَجُوزُ تفسير الآيةِ بذلك التَّفسيرِ المحدثِ، ثُمَّ ذَكَرَ رحمه الله
وجوهًا لإبطالِ هَذَا التفسيرِ المحدَثِ ملخَّصُها:
1- أنَّ اللهَ
سُبْحَانَهُ قالَ: {كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا
وَجۡهَهُۥۚ﴾ [القصص: 88] ،
وَهَذَا يقتضي أنَّ ثَمَّ أشياء تَهْلكُ إلاَّ وجهه، فإنْ أُرِيدَ بوجْهِه وُجُوده
اقتضَى أنَّ كُلَّ ما سِوى وجودِه هالكٌ، فيقْتَضِي أنْ تَكُونَ المخلوقاتُ
هالكةً، ولَيْسَ الأمرُ كَذَلِكَ، وَهُوَ أيضًا، أي: هَذَا التفسيرُ عَلَى قولِ
الاتِّحاديةِ فإِنَّهُ عندَهُم ما ثَمَّ إلاَّ وجودٌ واحدٌ، فلا يصِحُّ أَنْ
يُقَالَ: كُلُّ ما سِوَى وجودِه هالكٌ؛ إذ ما ثَمَّ شيءٌ يُخبِرُ عنه بأَنَّهُ
سِوَى وجودِه؛ إذ أصلُ مذهبِهِم نَفي السِّوى والغير في نفْسِ الأمرِ.
2- إِذَا قِيلَ: إنَّ مَعنى الآيَةِ أنَّ ما سِوَى اللهِ فليسَ وُجُوده من نفْسِه، وإِنَّمَا وجودُهُ مِنَ اللهِ فيكونُ المعنى: كُلّ شيءٍ لَيْسَ وجودُهُ من نفسهِ إلاَّ هُوَ، قِيلَ: استعمالُ لفظِ الهَالك في الشَّيءِ الموجودِ المخلوقِ لأجْلِ أنَّ وجودَهُ من رَبِّه لا من نَفْسِه، لا يعرف في اللُّغَةِ لا حقِيقَة ولا مجَازًا،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد