والآياتُ
القرآنيَّةُ تدلُّ عَلَى أنَّ الهلاكَ استحالةٌ وفسادٌ في الشَّيءِ الموجودِ، لا
أنَّهُ يعني: أنَّهُ لَيْسَ وجودُه من نفسِه.
3- أنَّهُ إِذَا
كَانَ معنى: {كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ﴾ [القصص: 88] ، كُلّ شيءٍ سِوَى اللهِ فهو ممكن
الوُجودِ أمَّا الله سُبْحَانَهُ فهو واجبُ الوجودِ، أي: كُلّ شيءٍ هالكٌ، بمعنى:
أنَّهُ مِنَ الممكنِ الوُجودِ إلاَّ وجْهه، أي: إلاَّ الله فهو واجبُ الوجودِ،
قِيلَ: هَذَا من توضيحِ الواضحِ فإِنَّهُ مِنَ المعلومِ أنَّ كُلَّ ما سِوَى واجبِ
الوُجودِ فهو ممكِنُ الوُجودِ.
4- أَنْ
يُقَالَ: إنَّ اسمَ الوجْهِ في الكتابِ والسُّنَّةِ إِنَّمَا يُذكَرُ في سياقِ
العبادةِ لَهُ، والعملِ لَهُ والتوجُّهِ إِلَيْهِ، قالَ تَعَالَى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُۥ مِن نِّعۡمَةٖ تُجۡزَىٰٓ ١٩إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ
رَبِّهِ ٱلۡأَعۡلَىٰ ٢٠﴾ [الليل: 19- 20]
، وقَالَ تَعَالَى: {وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ
مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا ٨إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا
نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا ٩﴾ [الإنسان: 8- 9] ، وقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَطۡرُدِ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ
يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ﴾ [الأنعام: 52] ،
وإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ حملُ اسمِ الوَجْهِ في هَذِهِ الآيةِ عَلَى ما دلَّ
عَلَيْهِ في سائرِ الآياتٍ أولى من حمله عَلَى ما لا يدلُّ عَلَيْهِ لفظُ الوجْهِ
في شيءٍ مِنَ الكتابِ والسُّنَّةِ؛ لأنَّ هَذَا استعمالٌ للَّفْظِ فِيمَا لَمْ
يرِدْ به الكتابُ.
5- أنَّ اسمَ
الهلاكِ يُرَادُ به الفسادُ وخروجه عمَّا يقصد به، ويُرادُ، وَهَذَا مناسبٌ لما لا
يَكُونُ للهِ فإِنَّهُ فاسدٌ لا يُنتفَعُ به في الحقيقةِ، بل هُوَ خارجٌ عمَّا
يجبُ قصده وإرادته، قالَ تَعَالَى: {وَهُمۡ يَنۡهَوۡنَ عَنۡهُ وَيَنَۡٔوۡنَ
عَنۡهُۖ وَإِن يُهۡلِكُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ﴾ [الأنعام: 26] ؛ أخبر أنَّهُم يُهلِكُونَ أنفسَهم
بنَهْيِهِم عَنِ الرَّسُولِ ونأْيِهم عنه، ومعلومٌ أنَّ من نَأْى عَنِ اتِّباعِ
الرَّسُولِ ونَهى غيرَه عنه، وَهُوَ الكافِرُ؛ فإنَّ هلاكَه بكُفْرِه وَهُوَ حصولُ
العذابِ المكروه لَهُ دُونَ النَّعيمِ المقصودِ.
الصفحة 3 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد