بَعْضَ خلْقِه بالجبَّارِ المتكبر فقَالَ: {كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلۡبِ مُتَكَبِّرٖ جَبَّار﴾ [غافر: 35] ، ولَيْسَ الجبَّارُ كالجبَّارِ، ولا
المتكبِّرُ كالمتكبِّرِ، ونظائِرُ هَذَا متعددة.
ثُمَّ ذَكَرَ
رحمه الله أمثلةً لهذا الاشتراكِ في الصِّفاتِ فقَالَ: ووصَفَ نفسه بالمشيئَةِ، ووصَفَ
عبدَه بالمشيئَةِ فقَالَ: {لِمَن شَآءَ مِنكُمۡ أَن
يَسۡتَقِيمَ ٢٨ وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن
يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢٩﴾ [التكوير: 28- 29] ، وكَذَلِكَ وصفَ نفسَه
بالإرادَةِ، وعبدَهُ بالإرادةِ فقَالَ: {تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنۡيَا وَٱللَّهُ
يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٞ﴾ [الأنفال: 67] ، ووصفَ نفسه بالمحبَّةِ، ووصفَ
عبدَهُ بالمحبَّةِ، فقَالَ: {فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ
يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ﴾ [المائدة: 54] ،
وصف نفسَهُ بالرِّضا ووصَفَ عبده بالرِّضا فقَالَ: {رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ
عَنۡهُۚ﴾ [المائدة: 119] ،
ومعلومٌ أنَّ مشيئةَ اللهِ لَيْسَت مثلَ مشيئةِ العبدِ، ولا إرادته، ولا محبَّته
مثل محبَّتِه، ولا رضَاه مثل رضاه، إِلَى أن قالَ: ونظائرُ هَذَا كثيرةٌ فلا بُدَّ
من إثباتِ ما أثبتَهُ اللهُ لنفسِه، ونفْي مماثلَتِه بخَلْقِه، فمن قالَ: لَيْسَ
للهِ علمٌ، ولا قُوَّةٌ، ولا رحمةٌ، ولا كلامٌ، ولا يُحِبُّ ولا يرضى، ولا نادى
ولا ناجَى ولا استوى، كَانَ معطِّلاً جاحِدًا ممثِّلاً للهِ بالمعدومَاتِ
والجمادات، ومَن قالَ: لَهُ عِلمٌ كعلْمِي، أو قُوَّةٌ كقُوَّتِي، أو حُبٌّ
كحُبِّي، أو رضاءٌ كرضائِي، أو يدانِ كيدايَ، أو اسْتِوَاءُ كاستوائِي، كَانَ
مشبِّهًا ممثِّلاً لله بالحيواناتِ، بل لا بُدَّ من إثباتٍ بلا تمثيلٍ، وتنزيهٍ
بلا تعطيلٍ.
انتهى المقتبسُ
من كلامِه رحمه الله حولَ هَذَا الموضوعِ المهمِّ الَّذِي زلَّتْ فِيهِ الأقدامُ،
وضلَّتْ فِيهِ أفهام؛ لأَنَّها لَمْ تَسرِ عَلَى هَذِهِ القاعدةِ العظيمةِ، وهي
وجوبُ إثباتِ ما أثبته اللهُ لنفْسِه، ونفي ما نفَاه عَنْ نفسِه، وأن
الصفحة 7 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد