والسُّنَّةِ من صفاتِ اللهِ وأسمائِهِ وأن لا
يتدخَّلَ بعقْلِه القَاصِرِ وفهمِهِ الكَاسِدِ في تأويلِ النُّصوصِ وصَرفها عَنْ
معَانِيهَا الصَّحيحَة، بل فرضُه التَّسليمُ والوقوفُ عِنْدَ حَدِّهِ فهَذَا طريقُ
النَّجاةِ والسَّلامةِ مِنَ التَّكلُّفِ والانحرافِ، نسألُ اللهَ تَعَالَى أن
يُرِيَنا الحَقَّ حقًا ويَرزقَنا اتِّبَاعَه، ويرينا البَاطِلَ باطلاً ويرزقَنا
اجْتِنَابَه، إِنَّهُ سميعٌ مجيبٌ، وصلى الله وسلم عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ وآله
وصحْبِه.
***
الرَّدُّ
عَلَى من زَعمَ أنَّ إثباتَ الأسماءِ والصِّفاتِ
يقتضي
التَّشبيه
إثباتُ أسماءِ اللهِ وصفاته لا يلزمُ منه تشبيهُ اللهِ بخلقِهِ كَمَا تزْعُمُه الجَهمِيَّةُ والمعتزلةُ ومن سَارَ عَلَى نهْجِهِم في نفْيِ الأسمَاءِ والصِّفاتِ بحُجَّةِ أنَّهُ يَجِبُ تَنزِيهُ اللهَ عَنْ مشابَهةِ خلْقِه، ولا يمكنُ ذَلِكَ بزعمهم إلاَّ بنفْيِ الأسمَاءِ والصِّفاتِ؛ لأنَّهَا قد سُمِّيَ بهَا ووصَفَ بها المَخلوقَ، وقَدْ نفَى الشَّيخُ هَذَا الزَّعمَ الباطلَ، وقَالَ: إِنَّهُ لا يلزَمُ من إثباتِ أسماءِ اللهِ وصفاتِه مُشابَهَة المَخْلُوقين، ووضَّحَ ذَلِكَ بضربِ مثلَيْنِ: المثلُ الأوَّلُ: أنَّ الله سُبْحَانَهُ أخبرنا عمَّا في الجنَّةِ مِنَ المخلوقاتِ من أصنافِ المطَاعِمِ والملابسِ والمناكحِ والمساكنِ، فأخبرنا أنَّ فيها لبنًا، وعسلاً، وخمرًا، وماءً، ولحمًا، وحريرًا، وذهبًا، وفِضَّةً، وفاكِهةً، وحورًا، وقصورًا، وقَدْ قالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : «لَيْسَ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ إلاَّ الأَْسْمَاءُ» ([1])، وإِذَا كَانَتْ تِلْكَ الحقائقُ الَّتِي أخبر اللهُ عنها موافقةً في الأسماءِ للحقائقِ الموجودةِ في الدُّنْيَا، وليست مماثِلَةً لها، بل بينهما
الصفحة 1 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد