عِيَاض في قوله
تعالى: {لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ﴾ [الملك: 2] ، قال: أخلصُه وأصوبُه، قالوا: يا أبا
علي: ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إذا كان العمل خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإذا
كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل، حتَّى يكون خالصًا وصوابًا، والخالص أن يكون
لله، والصواب أن يكون على السُّنة.
ولهذا ذم الله
المشركين في القرآن على اتباع ما شَرَع لهم شركاؤهم من الدِّين ما لم يأذن به الله
من عبادة غيره، وفِعْل ما لم يَشْرَعْه من الدِّين، كما قال تعالى: {أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ
بِهِ ٱللَّهُۚ﴾ [الشورى: 21] ،
كما أنه ذَمَّهم على أنهم حرموا ما لم يحرمه الله، والدِّين الحق أنه لا حرام
إلاَّ ما حرمه ولا دين إلاَّ ما شرعه.
يُبيِّن الشيخُ
رحمه الله بهذه العبارات النَّيِّرة أن تحليل ما أحل الله وتحريم ما حرمه الله
يدخل في عبادة الله تعالى والانقياد، وأن عكس ذلك وهو تحريم ما أحله الله وتحليل
ما حرمه، تبعًا لآراء الناس ورغباتهم، أنه من الشِّرْك أخذًا من قوله تعالى: {أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ
بِهِ ٱللَّهُۚ﴾ [الشورى: 21] ،
ومن قوله تعالى: {فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسۡمُ ٱللَّهِ
عَلَيۡهِ إِن كُنتُم بَِٔايَٰتِهِۦ مُؤۡمِنِينَ ١١٨ وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تَأۡكُلُواْ
مِمَّا ذُكِرَ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَقَدۡ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ
عَلَيۡكُمۡ إِلَّا مَا ٱضۡطُرِرۡتُمۡ إِلَيۡهِۗ وَإِنَّ كَثِيرٗا لَّيُضِلُّونَ
بِأَهۡوَآئِهِم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُعۡتَدِينَ
١١٩﴾ [الأنعام: 118- 119]
إلى قوله تعالى: {وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ
لَمُشۡرِكُونَ﴾ [الأنعام: 121] .
ثم بيَّن الشيخ
رحمه الله انقسام الناس في عبادة الله والاستعانة به فيقول: ثم إن الناس في عبادته
واستعانته على أربعة أقسام:
فالمؤمنون المتقون هم له وبه يعبدون ويستعينونه، وطائفة تعبده من
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد