غير استعانة ولا صَبْر، فتجد عند أحدهم
تَحَرِّيًا للطاعة والورع ولزوم السنة، لكن ليس لهم توكل واستعانة وصبر، بل فيهم
عجز وجَزَع، وطائفة فيهم استعانة وتوكل وصبر من غير استقامة على الأمر ولا متابعة
للسُّنة، فقد يُمَكَّن أحدهم ويكون له نوع من الحال باطنًا وظاهرًا، ويُعطى من
المكاشفات والتأثيرات ما لم يُعْطَه الصنف الأول، ولكن لا عاقبة له؛ لأنه ليس من
المتقين والعاقبة للتقوى، فالأولون لهم دين ضعيف ولكنه مستمر باق إن لم يفسد صاحبه
بالجزع والعجز، وهَؤُلاء لأحدهم حال وقوة ولكن لا يبقى له إلاَّ ما وافق فيه الأمر
واتبع فيه السنة، ثم ذكر القسم الرابع، فقال: وشر الأقسام من لا يعبده ولا
يستعينه، فهو لا يشهد أنه عَلَّمَه الله ولا أنه بالله.
ثم أجرى الشيخ
رحمه الله مقارنة بين المُعْتَزِلة والصُّوفِيَّة من حيث الإِيمَان بالقَدَر وعدم
الإِيمَان به، حيث إن المعتزلة يَنْفُون القَدَر ويؤمنون بالشَّرْع، والصوفية
يغالون في الإِيمَان به وينفون الشرع، فقال: فالمعتزلة ونحوهم من القَدَرِيَّة
الذين أنكروا القَدَر هم في تعظيم الأمر والنهي والوعد والوعيد خير من هَؤُلاء الجَبْرِيَّة
والقدرية الذين يُعرِضُون عن الشرع والأمر والنهي، والصوفية في القَدَر ومشاهدة
توحيد الربوبية خير من المعتزلة، ولكن فيهم من نوعِ بِدَع مع إعراض عن بعض الأمر
والنهي والوعد والوعيد، وقد يكون ما وقعوا فيه من البدعة شرًّا من بدعة أولئك
المعتزلة، وكلتا الطائفتين نشأت من البصرة.
وإنما دين الله ما بعث به رسله وأنزل به كتبه، وهو الصراط المستقيم، وهو طريقة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خير القرون وأفضل الأمة، وأكرم الخلق على الله تعالى بعد النَّبيّين، قال تعالى:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد