×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

{وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ [التوبة: 100] ، فرضي عن السابقين الأولين رضًا مطلقًا، ورضي عن التابعين لهم بإحسان.

وقد قال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة ([1]): «خَيْرُ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»، وكان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه يقول: من كان منكم مُسْتَنًا فَلْيَسْتَنَّ بمن قد مات، فإن الحي لا تُؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبرُّ هذه الأمة قلوبًا، وأعمقُها علمًا، وأقلُّها تكلفًا، قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه، فاعرِفُوا لهم حقهم، وتمسكوا بهَدْيهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ([2])، وقال حذيفة بن اليمانِ رضي الله عنهما : «يا معشر القُرَّاء استقيموا وخذوا طريق من كان قبلكم، فوالله لئن اتبعتموهم لقد سبقتم سبقًا بعيدًا، ولئن أخذتم يمينًا وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيدًا ([3]).

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًا وخط حوله خطوطًا عن يمينه وشماله، ثم قال: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ، وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» ([4])، ثم قرأ: {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ [الأنعام: 153] وقد أمرنا سبحانه أن نقول في صلاتنا: {ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2651)، ومسلم رقم (2535).

([2])أخرجه: أبو نعيم في «الحلية» (1/ 305).

([3])أخرجه: البخاري رقم (7282).

([4])أخرجه: الدارمي رقم (208)، وأحمد رقم (4142)، والطيالسي رقم (241).