×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

وعرضه شهر، من يشرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا.

والصِّراط منصوبٌ على مَتْن جَهَنَّم - وهو الجِسْر بين الجنة والنار - يمر الناس عليه على قَدْر أعمالهم: فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق الخاطف، ومنهم من يمر كالرياح، ومنهم من يمر كالفَرَس الجَوَاد، ومنهم من يمر كرِكاب الإبل، ومنهم من يَعْدُو عَدْوًا، ومنهم من يمشي مشيًا، ومنهم من يزحف زحفًا، ومنهم من يُخطف فيلقى في جهنم، فإن الجسر عليه كلاليبُ تخطِف الناس بأعمالهم، فمن مَرَّ على الصراط دخل الجنة، فإذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيُقتص لبعضهم من بعض، فإذا ذهبوا ونُقُّوا أُذِن لهم في دخول الجنة.

وأولُ من يستفتح بالله الجنةَ محمدٌ صلى الله عليه وسلم وأول من يدخلها من الأمم أُمَّتُه.

ثم ذكر الشيخ رحمه الله أنواع الشفاعات التي يقوم بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: وله صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاثُ شفاعات:

الشفاعة الأولى: فيشفع في أهل الموقف حتَّى يقضي بينهم بعد أن تتراجع الأنبياء - آدمُ ونوح وإبراهيمُ وموسى وعيسى بن مريمَ - الشفاعةَ حتَّى تنتهيَ إليه.

وأما الشفاعة الثانية: فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة.

وهاتان الشفاعتان خاصَّتان له.

وأما الشفاعة الثالثة: فيشفع فيمن يستحق النار، وهذه الشفاعة له ولسائر النَّبيّين والصديقين - وغيرهم - فيشفع فيمنِ استحقَّ النارَ أن لا يدخلَها، وفيمن دخلها أن يخرج منها.


الشرح