الأخلاق ومحاسن
الأعمال، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم : «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» ([1])، ويندُبون إلى أن تصل مَن قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو
عمن ظلمك، ويأمرون ببر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار والإحسان إلى اليتامى
والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك، وينهَون عن الفخر والخُيَلاء والبغي
والاستطالة على الخلق بحق أو غير حق، ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهَون عن
سَفَاسِفها، وكل ما يفعلونه من هذا أو غيره فإنما هم فيه مُتبِعون للكتاب
والسُّنة.
يشير الشيخ
رحمه الله إلى تَرْكهم البدع والمُحْدَثات التي تُفعل باسم الدِّين.
ثم أشار رحمه
الله إلى حدوث الافتراق وموقف أهل السنة والجماعة منه حيث قال: وطريقتهم هي دين
الإسلام الذي بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم لكن لما أخبر النَّبيّ صلى
الله عليه وسلم أن أمته ستفترق على «ثَلاَثٍ
وَسَبْعِينَ فِرْقَةً،، كُلُّهَا فِي النَّارِ إلاَّ وَاحِدَةً وَهِيَ
الْجَمَاعَةُ» ([2])، وفي حديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ
وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً»قَالُوا:
وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «مَا
أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([3])، رُوي من طرق يشد بعضها بعضًا، ومَشَّاه ابن عبد البَرّ.
فصار المتمسكون بالإسلام المَحْض الخالص عن الشَّوْب هم أهل السُّنة والجماعة، وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون، ومنهم أعلام الهدى ومصابيح الدُّجَى أولو المناقب المأثورة والفضائل المذكورة،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4682)، والترمذي رقم (1162)، وأحمد رقم (250)، وابن حبان رقم (479).
الصفحة 4 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد