كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ» ([1])، وفي رواية: «يَقْتُلُونَ
أَهْلَ الإِْسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَْوْثَانِ» ([2]).
ثم بيَّن الشيخ
رحمه الله من هم الخوارج فقال: والخوارج هم أول من كَفَّر المسلمين، يُكفِّرون
بالذنوب - يعني: التي هي دون الشِّرك - ويُكفِّرون من خالفهم في بدعتهم ويستحلون
دمه وماله، وهذه حال أهل البدع؛ يبتدعون بدعة ويُكفِّرون من خالفهم فيها.
هذا ما قاله
الشيخ رحمه الله في بيان حقيقة الخوارج، وأقول بهذه المناسبة: لما كانت حقيقة
الخوارج أنهم يُكفِّرون من المسلمين من ارتكب كبيرة الشرك فإنه قد وُجد في هذا
الزمان من يطلق هذا اللقب لقب الخوارج على من حكم بالكفر على من يستحقه من أهل
الرِّدة ونواقض الإسلام - كعُبَّاد القبور وأصحاب المبادئ الهدامة كالبَعْثِيَّة
والعَلْمَانِيَّة وغيرها - ويقولون: أنتم تُكفِّرون المسلمين فأنتم خوارج؛ لأن
هَؤُلاء لا يعرفون حقيقة الإسلام ولا يعرفون نواقضه، ولا يعرفون مذهب الخوارج،
بأنه الحُكم بالكفر على من لا يستحقه من المسلمين، وأن الحُكم بالكفر على من
يستحقه بأن ارتكب ناقضًا من نواقض الإسلام هو مذهب أهل السُّنة والجماعة.
كما يُؤخذ من اتصاف الخوارج بكثرة العبادة والتلاوة والزهد مع عدم الفقه في الدين، أن كثرة العمل من غير اتباع للكتاب والسنة ومن غير فقه في معانيهما لا تفيد الإِنسَان شيئًا، ولا يجوز الاغترار بمن هذه صفته، وأنه لا يجوز الحُكم بالكفر على كل من ارتكب كبيرة من كبائر
([1])أخرجه: البخاري رقم (3610)، ومسلم رقم (1064).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد