الذنوب، إلاَّ
أن تكون هذه الكبيرة من نواقض الإسلام المعلومة، كدعاء غير الله والذبح والنذر
للقبور، وما أشبه ذلك.
ثم قال الشيخ
رحمه الله : وأهل السُّنة والجماعة يتبعون الكتاب والسنة ويطيعون الله ورسوله
فيتبعون الحق ويرحمون الخلق، وأول بدعة حدثت في الإسلام بدعة الخوارج والشيعة،
حدثت في أثناء خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فعاقب الطائفتين،
أما الخوارج فقاتلوه فقتلهم، وأما الشِّيعة فحَرَّق غالِيَتَهم بالنار، وطلب قتل
عبد الله بن سبأ فهرب منه، وأمر بجَلْد مَنْ يُفَضِّله على أبي بكر وعمر، ورُوي
عنه من وجوه كثيرة أنه قال: خَيْرُ هَذِهِ الأُْمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو
بَكْرٍ وَعُمَرُ ، ورواه عنه البخاري في «صحيحه» ([1]).
قال الشيخ رحمه
الله : ومن أصول أهل السُّنة والجماعة أنهم يصلون الجُمَع والأعياد والجماعات ولا
يَدَعُون الجمعة والجماعة كما فعل أهل البدع من الرافضة وغيرهم، فإن كان الإمام
مستورًا لم يظهر منه بدعةٌ ولا فجورٌ صُلِّيَ خلفه الجمعة والجماعة باتفاق الأئمة
الأربعة وغيرهم من أئمة المسلمين، ولم يقل أحد من الأئمة: إنه لا تجوز الصلاة
إلاَّ خلف من عُلم باطن أمره، بل ما زال المسلمون من بعد نبيهم يصلون خلف المسلم
المستور، ولكن إذا ظهر من المصلي بدعة أو فجور وحَصُلت الصلاة خلف من يَعلم أنه
مبتدع أو فاسق مع إمكان الصلاة خلف غيره فأكثر أهل العلم يصححون صلاة المأموم.
وهذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة، وهو أحد القولين في مذهب مالك وأحمد، وأما إذا لم يكن الصلاة خلف المبتدع أو الفاجر كالجمعة التي إمامها مبتدع أو فاجر
([1])أخرجه: البخاري رقم (3671).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد