إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن
فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ
يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [الحجرات: 9] ،
فقد بين الله تعالى أنهم مع اقتتالهم وبَغْي بعضهم على بعض إخوةٌ مؤمنون، وأمر
بالإصلاح بينهم بالعدل، ولهذا كان السلف مع الاقتتال يوالي بعضهم بعضًا موالاة
الدِّين، ولا يُعادُون كمعاداة الكفار؛ فيقبل بعضهم شهادة بعض، ويأخذ بعضهم العلم
عن بعض، ويتوارثون ويتناكحون، ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضُهم مع بعض مع ما كان
بينهم من القتال.
وقد ثبت في «الصحيح»:
أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن لا يهلك أُمَّته بسَنة عامة فأعطاه
ذلك، وسأله أن لا يسلِّط عليهم عدوًّا من غيرهم فأعطاه ذلك، وسأله لا يجعل بأسهم
بينهم فلم يُعْطَ ذلك ([1])، وأخبر أن الله لا يسلط عليهم عدوًّا من غيرهم يغلبهم
كُلَّهم حتَّى يكون بعضهم يقتل بعضًا وبعضهم يَسْبِي بعضًا.
وثبت في «الصحيحين»
لما نزل قوله تعالى {قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن
يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ﴾ [الأنعام: 65] قال: «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ» {أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ﴾ [الأنعام: 65] قال: «أَعُوذُ بِوَجْهِكَ»، {أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعٗا
وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ﴾ [الأنعام:
65] قال: «هَاتَانِ أَهْوَنُ» ([2]).
هذا مع أن الله أمر بالجماعة والائتلاف ونهى عن البِدْعة والاختلاف، وقال: {إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ﴾ [الأنعام: 159] .
([1])أخرجه: مسلم رقم (2889).
الصفحة 4 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد