جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53] ، فثبت بكتاب الله وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم أن كل من تاب تاب الله عليه.
ومعلوم أن من
سب الرسول من الكفار المحاربين وقال: هو ساحر أو شاعر أو مجنون أو مُعلَّم أو
مُفْتَرٍ وتاب تاب الله عليه، وقد كان طائفة يسبُّون النَّبيّ صلى الله عليه وسلم
من أهل الحرب ثم أسلموا وحَسُن إسلامهم وقبل النَّبيّ صلى الله عليه وسلم منهم،
منهم أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وعبد
الله بن سعد بن أبي سَرْح، وكان قد ارتد، وكان يكذب على النَّبيّ صلى الله عليه
وسلم ويقول: أنا كنت أعلمه القرآن! ثم تاب وأسلم وبايعه النَّبيّ صلى الله عليه
وسلم على ذلك.
وإذا قيل: سب
الصحابة حقٌّ لآدمي؛ قيل: المستحل لسبهم كالرافضي يعتقد ذلك دِينًا كما يعتقد الكافر
سب النَّبيّ صلى الله عليه وسلم دينًا، فإذا تاب وصار يحبهم ويثني عليهم ويدعو لهم
محا الله سيئاته بالحسنات، ومن ظلم إِنسَانا فقذفه أو اغتابه أو شتمه ثم تاب قبل
الله توبته، لكن إن عرف المظلوم مكنه من أَخْذ حقه.
وإن قذفه أو
اغتابه ولم يبلِّغه؛ ففيه قولان للعلماء هما روايتان عن أحمد؛ أصحهما أنه لا
يُعْلمه أني اغتبتك.
وقد قيل:
يُحسِن إليه في غَيبته كما أساء إليه في غَيبته، كما قال الحسن البصري: كفارة
الغِيبة أن تستغفر لمن اغتبتَه، فإذا كان الرجل قد سب الصحابة أو غير الصحابة وتاب
فإنه يحسن إليهم بالدعاء لهم والثناء عليهم بقدر ما أساء إليهم، والحسنات يذهبن
السيئات.
كما أن الكافر
الذي كان يسب النَّبيّ صلى الله عليه وسلم ويقول: إنه كذاب إذا تاب وشهد أن محمدًا
رسول الله الصادق المصدوق وصار يحبه ويثني عليه
الصفحة 3 / 471
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد