×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

 شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ ٣٢ [الروم: 31- 32] وقد ذم أهل التفرق والاختلاف في مثل قوله تعالى: {وَمَا تَفَرَّقُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۚ [الشورى: 14] ، وفي مثل قوله تعالى: {وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ ١١٨ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ ١١٩ [هود: 118- 119] ، وفي مثل قوله تعالى: {وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَفِي شِقَاقِۢ بَعِيدٖ [البقرة: 176] .

وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم توافق كتاب الله كالحديث المشهور عنه، الذي روى مسلم بعضه عن عبد الله بن عمرو، وسائره معروف في «مسند أحمد» وغيره من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يتناظرون في القَدَر، ورجل يقول: ألم يَقُلِ الله كذا؟ ورجل يقول: ألم يقل الله كذا؟ فكأنما فُقِئَ في وجهه حَبُّ الرُّمَّان، فقال: «أَبِهَذَا أُمْرْتُمْ؟! إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا، ضَرَبُوا كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، وَإِنَّمَا نَزَلَ كِتَابُ اللهِ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، لاَ لِيُكَذِّبَ بَعْضُهُ بَعْضًا، انْظُرُوا إِلَى مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَافْعَلُوهُ وَمَا نُهِيتُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ» هذا الحديث أو نحوه ([1])، وكذلك قوله: «الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كَذِبٌ» ([2]).

وكذلك ما أخرجاه في «الصحيحين» عن عائشة أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ قوله: {هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ [آل عمران: 7] فقال النَّبيّ صلى الله عليه وسلم : «إِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللهُ، فَاحْذَرُوهُمْ» ([3]).


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (6741)، وأبويعلى رقم (3121)، والطبراني في ««الأوسط» رقم (7052)

([2])أخرجه: أبو داود رقم (4603)، والنسائي رقم (8093)، وأحمد رقم (7976).

([3])أخرجه: البخاري رقم (4547)، ومسلم رقم (2665).