×
أضواء من فتاوى ابن تيمية الجزء الأول

ٱلۡتَقَتَاۖ فِئَةٞ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخۡرَىٰ كَافِرَةٞ [آل عمران: 13] إلى قوله: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ [آل عمران: 13] .

ثم بيَّن رحمه الله فائدة العمل بالعلم ومضرة ترك العمل به، فقال: وأما العمل؛ فإن العمل بموجب العلم يُثَبِّتُه ويُقَرِّرُه، ومخالفته تُضْعُفه بل قد تُذْهِبُه، قال الله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ [الصف: 5] ، وقال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفۡ‍ِٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ [الأنعام: 110] وقال تعالى: {وَلَوۡ أَنَّهُمۡ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِۦ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ وَأَشَدَّ تَثۡبِيتٗا [النساء: 66] الآيات، وقال: {يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ كَثِيرٗا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖۚ قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ ١٥ يَهۡدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ وَيُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ١٦ [المائدة: 15- 16] الآية، وقال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ نُورٗا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ [الحديد: 28] الآية.

ثم بيَّن رحمه الله المراد بالعلم هنا فقال: وأما المراد بالعلم فيُراد به في الأصل نوعان: أحدهما: العلم به - أي الله - وبما هو مُتَّصِف به من نُعُوت الجَلاَل والإكرام، وما دَلَّت عليه أسماؤه الحسنى، وهذا العلم إذا رَسَخ في القلب أوجب خشية الله لا محالة؛ فإنه لا بُدَّ من أن يُعلم أن الله يثيب على طاعته ويعاقب على معصيته كما شَهِد به القرآنُ والعَيَانُ، وهذا معنى قول أبي حَيَّان التَّيْمِيّ أَحَدِ أتباع التابعين: العلماء ثلاثة؛ عالم بالله ليس عالمًا بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس عالمًا بالله، وعالم بالله وأمره؛ فالعالم بالله الذي يخشى الله، والعالم بأمر


الشرح